جسر و ذكرى
----------------
عام في الكون
شاع فجره نورا
وعام من عمري
انطفأ شمعه
لم يعد مذكورا
عام يبتسم في المهد
وعام يغوص في اللحد
عن خاطري يتوارى
و فؤادي يظل ممنوعا
لا يباع ولا يشترى
يدميه منك شوق
وعيني لم تذق
من السهاد طعم الكرى
ارهقتها منك
طبول الصمت والجفا
كيف يغمض الجفن
والقلب أعياه الوفا
هذه خيوط الشوق
مددتها لك جسورا
فوق الأمواج عبر البحار
دفء الحنين أحسه شعورا
رغم ما بيننا فصولا
و مسافات تمتد عصورا
يشيب لها الزمان
وتذوب في صقيعها
سنين و وتنصهر أعمار
واللقاء لولا التسبيح
يطول دهورا
والقلب لولا العطر
يُذرى إحساسه
يبقى كالأطلال
طول العمر مهجورا
ألا إني جالس
على رصيف النوى
بكل صمت رهيب
أظل صبورا
بكل صخب أنادى
اتسمعين لحروفي
همسا ونورا
فاقبلي عاما جديدا
محفوفا بالأنوار
مغمضة العين
رافلة الازرار
ممتلأ قلبك دفئا
وحبا مغمورا
لا تقطعي حبلي السري
بالقرب تنمو براعمه
وأقطف من غصنك
قبل الأوان زهورا
وتحكين للاجيال
كيف يقرأ قلبك
رسائلي سطورا
ولم يكتبها بعد قلمي
كيف يشعر قلبك
قبل أن أتألم بألمي
كيف زرعنا معا
في بساتين الانعتاق
مزامير الشوق بذورا
عبد الحميد مشكوري