الحضارة البابـــــــلية الثانية
أحتلت بابل من قبل الاّشوريين ولكن المدينة قاومت الحكم الاّشوري وبقوة مما دفع ملكهم سنحاريب بتحطيمها سنة 689 ق.م حيث حطمت المدينة بيوتها من الأساس وحتى سطوحها وأحرقت فهدمت بالأضافة الى الأسوار الداخلية والخارجية والمعابد وأبراجها القرميدية والطينية وبعد أحد عشر سنة من تحطيمها قام أسرحدون بن سنحاريب بأعادة بنائها لأسباب دينية ....الا تلاحظون معي أن العراق بشكل عام من بداية ظهور الحضارات والتطور وهو يتهدم بعد عمران ويعاد بنائه من جديد ....
بقي الاشوريين واضعين بابل تحت سيطرتهم حتى سنة 626 ق.م عندما تمرد نبوبولسار والد نبوخذ نصر على الاّشوريين وخرج عن طاعتهم وقد استغل الظروف التي تعاني منها الدولة البابلية من ضعف ومشاكل داخلية وصعوبات ومما ساعده على أنجاح مهمته مساعدة البدو من الجنوب بابل وخاصة بدو السواحل . وبعد عدة أنتصارات توقف عن تقدمه وأحتفل سكان بابل به على أنه المحرر والمنقذ لهم وأختاروه ملكا يمثلهم ...وبعد عدة أنتفاضات ضد السيطرة الاّشورية أستطاع نبوبولسار أن ينشر سيطرته حتى شملت بلاد الرافدين ومنطقة الفرات فسقطت بذلك الامبراطوية الاّشورية ...وهكذا أحتلت بابل وأصبحت المركز الرئيسي للأمبراطورية . بلغت بابل ذروة مجدها في ظل الأمبراطورية البابلية الحديثة فأخذت الضريبة والجزية من ابناء الأرض المحتلة وأستغلت هذه الأموال في تجميل وتزيين المدينة ....حيث يعتبر هذا العصر من أكثر العصور أزدهارا غنى وعمرانا وهو عصر نبوخذ نصر ...الذي أمتد ما بين عامي 605 ق. م و562 ق.م حيث شيد في عهده أسوارا حول المدينة بلغت سمكها 26 م تقريبا وقد حمت هذه الأسوار الداخلية الضخمة التي أحيط بها خندق واسع القسم الرئيسي من المدينة .
وكان سكان بابل يدخلون ويخرجون منها عبر ثمانية بوابات برونزية ومن أفخم هذه البوابات
بوابة عشتار الضخمة