عام 2018 الذي يقارب على الرحيل ليس عامًا عاديًا لمحبي الرياضة فقد كانت سنة مليئة بالأحداث الرياضية الكبرى مما جعلها واحدة من أفضل سنوات التقويم الرياضي في القرن الواحد والعشرين.
كان عامًا حافلاً بالأحداث الرياضية عامة و كرة القدم على وجه الخصوص في السطور التالية نستعرض معكم أكثر الأحداث الرياضية التي حدثت في هذا العام.
1- تقارب كوري جنوبي - شمالي
بعثة المنتخب الكوري الشمالي جنبًا إلى جنب بعثة المنتخب الكوري الجنوبي تحت راية علم واحد
أقيمت أول ألعاب أولمبية شتوية في مدينة شامونيكس الفرنسية في عام 1924 وفي هذا العام انتقلت الألعاب الشتوية للقارة الآسيوية وبالتحديد في مدينة بيونج تشانج الكورية الجنوبية ولعبتمنافساتها في شهر أبريل من هذا العام.
ولأول مرة في تاريخ هذه المسابقة كان هنالك 102 حدثًا رياضيًا في 15 رياضة تم التنافس عليها واُدخلت 4 ألعاب جديدة هذه المرة تنافس عليها الرياضيين وهي التزلج على الجليد في الهواء الطلق والتزلج السريع على لعبة ماسي والتزلج على الألبيز المختلط والكرات المزدوجة المختلطة.
كما شهدت الدورة ولأول مرة مشاركة الجارين اللدودين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية بفريق نسائي موحد في رياضة الهوكي على الجليد وكانت الرياضة أحد أوجه التقارب بين البلدين اللذين لا يزالان في حالة حرب منذ انتهاء النزاع في شبه الجزيرة الكورية عام 1953
2- الديك الفرنسي يصيح للمرّة الثانية
لم يقدم المنتخب الفرنسي الكثير ولكنه إستطاع الفوز باللقب العالمي
شهدت بطولة كأس العالم هذه النسخة الكثير من الأحداث الدراماتيكية التي أصبحت علامة فارقة في تاريخ بطولات كأس العالم، من بينها مشاركة اربعة منتخبات عربية لاول مرة ولكن مع هذا العدد الكبير من المنتخبات العربية لم تكن النتائج بذلك المستوى بعد مغادرتها جميعًا من الدوري الأول للبطولة ونهوض العديد من المنتخبات الصغيرة وتشكيلها للمفاجأة خاصة المنتخب الكرواتي الذي ابهر الجميع بوصوله للمباراة النهائية أمام المنتخب الفرنسي الذي فاز بالبطولة بطريقة لعب لم تكن مبهرة ولكنها حققت النتيجة الأهم وهو إحراز اللقب.
3- ظهور أول لتقنية حكم الفيديو المساعد VAR
ساهمت تقنية VAR في حسم الكثير من الحالات التحكيمية المثيرة للجدل
بعد المطالبة كثيرًا بإدخال التقنية لكرة القدم شهدنا أخيرًا تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد في أكبر بطولة عالمية لكرة القدم بعد أن تم تجربتها سابقًا في كأس القارات للمنتخبات وبعض البطولات الفرعية ذات الشهرة المتوسطة والضعيفة.
تقنية أثارت الكثير من الجدل في قوانينها ولكن مع تطبيقها بشكل عملي أصبح الجميع يتفهم دواعي إستخدامها رويدًا رويدًا وبالفعل أثبتت التقنية الجديدة أنها خير حكم للفصل في الحالات المثيرة للجدل وتلك التي تتطلب قرار حاسم قد يغير مجرى الأحداث تمامًا.
4- فريق ريـال مدريد الإسباني يستحوذ على الأضواء بقوة
إضافة لفوزه باللقب الأوروبي الأغلى كان الفريق أيضًا محور الكثير من الاحداث
لا شك أن فريق ريال مدريد الإسباني هو محور الأحداث بصورة مستمرة وتُفرد الكثير من الصفحات والمواقع لتغطية أخبار النادي واللاعبين بصورة يومية دائمة، ولكن العام 2018 كان الفريق الإسباني محور الكثير من الأحداث التي جعلتها تتصدر الكثير من عناوين الأخبار.
إنجاز الفريق الإسباني بإحراز دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة عشر والثالثة على التوالي والرابعة خلال خمس سنوات كان محل حديث الكثيرين وتلقى الكثير من الإشادات في العالم كله، كما أن قرار مغادرة نجمه كريستيانو رونالدو بإتجاه الدوري الإيطالي وجدت تغطية مكثفة جدًا في جميع وسائل الإعلام بمختلف اتجاهاتها وتنوعها.
كما لا نستطيع عدم ذكر رحيل مدربه المفاجئ زين الدين زيدان بعد أن صنع التاريخ بحصوله على بطولات مختلفة أهمها لقب دوري أبطال أوروبا ثلاثة مرات على التوالي وقدوم المدرب لوبتيجي المفاجئ أيضًا بعد إقالته من تدريب المنتخب الإسباني قبل يوم واحد من بدء بطولة كأس العالم.
5- محمد صلاح وعام لا يُنسى
عام لا يُنسى للاعب المصري بعد حصوله على الكثير من الجوائز الفردية المحلية والقارية
لم يكن أكثر المتفائلين على وجه الأرض يتوقع ما حققه النجم المصري من إنجازات فردية مبهرة في موسم واحد، لم يفز بالألقاب الجماعية مع فريق الانجليزي نادي ليفربول ومنتخب مصر ولكن على المستوى الفردي حقق اللاعب ارقامًا قياسية جعلته يتصدر عناوين الأخبار بقوة في عام 2018.
تفوق الفرعون المصري على الكثير من النجوم في اقوى دوري كرة قدم في أوروبا وحصد الألقاب والكثير من الأرقام القياسية جعلته أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي موسم 2017 – 2018 و الهداف برصيد “32” هدفًا وأوصل فريقه لنهائي دوري أبطال أوروبا كما كان متواجدًا بقوة في قوائم المرشحين لجوائز الأفضل على مستوى القارة الاوروبية والعالمية مع فوزه بالعديد من الجوائز الفردية في قارة أفريقيا وأهمها جائزة أفضل لاعب أفريقي للعام 2018.
6- ميلاد بطولة أوروبية جديدة
بطولة أوروبية جديدة يتوقع لها أن تُغير الكثير من الثوابت في فترة التوقف الدولي
شهد هذا العام أيضًا إنطلاق بطولة جديدة للمنتخبات في القارة الأوروبية وهي بطولة دوري الأمم للمنتخبات UEFA Nations League، حيث إقتحمت التقويم الكروي بكل قوة وجعلت فترة التوقف الدولي الذي يشتكي منه الجميع لغياب المباريات القوية عنه يُنظر لها مرة أخرى بعين جديدة.
بطولة جديدة بقوانين ونظام تأهل كان مثار حيرة الكثيرين، ولمعرفة نظام هذه البطولة
أضغط هنا
7- مودريتش يكسر سيطرة الثنائي
هيمن الكرواتي على الجوائز الفردية بقوة هذا العام
على مدار عشر سنوات لم نرى سوى كريستيانو رونالدو أو ليونيل ميسي وهما يحملان الجوائز الفردية التي يتم تقديمها لأفضل اللاعبين خلال عام معين ويعتبر جائزة الكرة الذهبية Ballon-Dor هي الجائزة الأهم والتي يبحث عنها جميع اللاعبين لتتويج جهودهم على ملاعب كرة القدم.
وفي العام 2018 إستطاع اللاعب الكرواتي لوكا مودريتش Luka Modric أن يهيمن على جميع الجوائز الفردية التي تم طرحها على الساحة بداية بجائزة أفضل لاعب في القارة الأوروبية التي يقدمها الإتحاد الأوروبي UEFA ومرورًا بجائزة أفضل لاعب في العالم التي يقدمها الإتحاد الدولي FIFA وختم موسمه المميز بجائزة الكرة الذهبية المقدمة من مجلة فرانس فوتبول الفرنسية.
لم يترك الكرواتي جائزة إلا وكان من نصيبه واستطاع بعد عشرة سنوات كاملة أن يكسر إحتكار الثنائي بعد الأداء المميز الذي قدمه مع منتخبه الكرواتي في كأس العالم 2018 و إحرازه للقب دوري أبطال أوروبا رفقة ناديه ريال مدريد.
8- نهائي كأس كوبا ليبرتادوريس في أوروبا لأول مرة
ريفر بليت يفوز بلقب دوري الأبطال اللاتيني على الملاعب الأوروبية
على مدار نُسخها الـ 58 لم تجد نهائي كأس البطولة اللاتينية مثل هذا الإهتمام بمثل ما وجدها نهائي نسخة العام 2018 بين فريقي ريفر بليت وبوكا جونيورز الأرجنتينيان، بدأ الإهتمام منذ لحظة تأهل هذان الفريقان واللذان يعتبران أول فريقين أرجنتيني يتأهلان لنهائي هذه المسابقة.
وإمتدادًا لحالة العداء بينهما في الدوري المحلى لم يكن هذا النهائي القاري إستثناء بعد هجوم جماهير ريفر بليت على لاعبي بوكا جونيورز في أياب النهائي ليتم تأجيل النهائي لعدة ساعات وثم لعدة لعدة أيام وأخيرًا نقلها نهائيًا خارج قارة أمريكا الجنوبية لتُلعب في القارة الأوروبية وبالتحديد في ملعب نادي ريال مدريد سانتياغو برنابيو ليفوز ريفر بليت ليصبح هذا النهائي من أكثر النهائيات مشاهدة في تاريخ نهائيات هذه البطولة ب “350” مليون مشاهد.
9- تفوق عربي بارز في النهائيات
إستطاع الفريق التونسي أن يعود بريمونتادا تاريخية امام الفريق المصري
شهد هذا العام تفوق الكرة العربية بقوة وتأهلها للنهائيات في البطولات القارية المختلفة، حيث تأهل ناديي الترجي التونسي والأهلي المصري لنهائي دوري أبطال أفريقيا حيث إستطاع الفريق التونسي أن يُسجل “ريمونتادا” تاريخية أمام ضيفه الأهلي ويفوز باللقب بعد مباراة جميلة من جانب الفريق التونسي.
واستطاع فريق الرجاء البيضاوي المغربي أن يحقق لقب كأس الاتحاد الإفريقي للمرة الثانية في تاريخه وذلك على حساب فريق فيتا كلوب الكونغولي بعد فوزه ذهابًا على أرضه بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل وخسارته إيابًا بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف واحد ليبقى ألقاب البطولات الأفريقية في أيدي الفرق العربية حتى إشعار أخر.
وفي قارة آسيا لم يكن الحظ بجانب فريق السد القطري بعد خسارته في نصف النهائي أمام فريق بيرسيبوليس الإيراني ليضيع فرصة تتويج فريق عربي بلقب هذه المسابقة الآسيوية ولكن على مستوى البطولة الأصغر كأس الإتحاد الأسيوي إستطاع فريق القوة الجوية العراقي من تحقيق لقب المسابقة الآسيوية للمرة الثالثة تواليًا.
وفي أخر شهر من عام 2018 إستطاع فريق العين الإماراتي أن يُحقق إنجاز كبير للفرق العربية والإماراتية بالتأهل لنهائي مسابقة كأس العالم للأندية أمام الفريق الإسباني ريال مدريد بعد تخطيه فرق عريقة هي الترجي الرياضي التونسي وريفر بليت الأرجنتيني ولكنه خسر النهائي أمام الفريق الإسباني ليحتل المركز الثاني ليكون ثاني فريق يحتل هذا المركز بعد فريق الرجاء الرياضي المغربي.
بقلم : مدثر النور احمد - أراجيك