الكيشيون في بابل
استوطن الكيشيون في 1800 ق م بما يعرف الان غرب ايران في منطقة همدان – كرمنشاه. اول من احس باندفاعهم هو سامسويلونا الذي كان عليه صد مجموعات من الغزاة الكيشين. تزايد اعداد الكيشيين الذين وصلوا الى بابل واجزاء اخرى من بلاد مابين النهرين. هناك اسسوا امارات يعرف عنها القليل. لا يحفظ نص او وثيقة مكتوبة باللغة الكيشية. عثر على حوالي 300 كلمة كيشية في الوثائق البابلية. ولا يعرف الكثير عن البنية الاجتماعية الكيشية او ثقافتهم. يظهر ان لا وجود لمملكة وراثية. كانت ديانتهم الحادية وعرف لهم حوالي 30 الها.
لا يمكن معرفة التاريخ الحقيقي لبدء حكم الكيشيين في بابل. حكم ملك يدعى آغوم الثاني دولة امتدت من غرب ايران الى اواسط وادي الفرات؛ 24 سنة بعد الحثيين وقد نقل تمثال مردوخ اله بابل ، واستعاد ملكية التمثال، واعاده الى بابل، واعاد العبادة بوضع الاله مردوخ مساويا للاله الكيشي شوكامونا. وفي هذه الاثناء الامراء المحليين استمروا في حكم جنوب بابل. قد يكون اولامبورياش الذي اضاف هذه المنطقة في 1450 وبدأ التفاوض مع مصر من سوريا. بنى قراينداش معبدا ببلاطات من نحت بارز وتماثيل في اوروك في حوالي 1420 . وكانت العاصمة الجديدة دور كوريكالزو غرب بغداد تنافس بابل، قد اسست وسميت على اسم كوريكازو الاول ( 1400 – 1375 ).كان اسلافه قاداشمان انليل الاول ( 1375 – 1360 ) و بورنابورياش الاول ( 1360 – 1333 ) يتواصلون مع حكام مصر امنحوتب الثالث و اخناتون (امنحوتب الرابع). كانوا مهتمين بتجارة حجر اللازورد ومواد اخرى مقابل الذهب اضافة الى تخطيط زيجات سياسية. قاتل كوريكازو الثاني ( 1332 – 1308 ) ضد الاشوريين ولكنهم دحروه. سعى اسلافه الى التحالف مع الحثيين من اجل ايقاف التوسع الاشوري. وخلال حكم كاشتيلياش الرابع ( 1232 – 1225 )، اعلنت بابل الحرب على جبهتين بنفس الوقت – ضد عيلام وآشور – انتهت بغزو كارثي وتدمير بابل من قبل توكولتي – نينوترا الاول. لم تتتمتع بابل بفترة من الرفاه والامن حتى عهد الملوك آديد – شوم – أوسور ( 1216 – 1187) و ميليشيباك (1186 – 1172 ). واجبر خلفاؤهم على القتال ايضا مواجهين الملك العيلامي الفاتح شوتروك – ناهونته (1185 – 1155 ). واخيرا وخلال هذه الحروب حطم العيلاميون بقسوة وشدة حكم الالكيشين ( حوالي 1155 ) هناك اعمال شعرية ترثي هذه الفاجعة.
الرسائل والوثائق من ذلك الوقت وبعد عام 1380 تظهر ان العديد من الامور قد تغيرت بعد ان تبوأ الكيشيون السلطة. كانت الطبقة العليا من الكيشيين، وهم اقلية، يتمثلون بالبابليين ويستخدمون الاسماء البابلية وحتى ان هذه الاسماء كانت تستخدم من قبل العائلة المالكة، وسادت بين الموظفين والضباط. ان الشخصية العدائية الجديدة للبناء الاجتماعي اظهر نفوذ الكيشين. ولقد انتعشت حياة المدن البابلية على اساس التجارة والحرف. استمرت الطبقة الراقية الكيشية تفرض السيطرة على المناطق الريفية، وكان ممثليهم الاغنياء يسيطرون على مقاطعات كبيرة من الارض.اغلب هذه الالمقاطعات قد جاءت من تبرعات الملك للضباط والموظفين، اضافة الى الكثير من المزايا التي رافقت هذه المنح. ومنذ زمن الملك كورينكالزو الثاني كانت تلك المنح تسجل بجداول او على الاكثرعلى احجار حدودية تسمى " كودوروس". وبعد 1200 زاد عدد هذه الاراضي بشكل نوعي لحاجة الملوك الى زيادة طبقة الاتباع الموالين. كانت الاحجار الحدودية تحوي نحوتا بارزة، تمثل على الاغلب رموزا دينية، وغالبا ماتحوي على كتابات تفصيلية تبين حدود قطعة معينة؛ واحيانا صحاري المستلم كانت تسجل في سجلاتالشرف، واخيرا كان المتجاوزون يهددون باقسى انواع اللعنات تخويفا. اما مايتعلق بالزراعة والمواشي فهي اهم ما يجري الاهتمام به في هذه المقاطعات وكانت الخيول تربى لعربات الحرب الخفيفة للفرسان. كانت هناك تجارة تصدير في الخيول والعربات مقابل مواد اولية. اما بالنسبة للملك فقد استمر النهج القائل بان الحاكم ينبغي ان يتمتع بعقلية اجتماعية.
استمر انحدار الثقافة البابلية في نهاية العهد البابلي القديم لبعض الوقت تحت الكيشين. وليس قبل 1420 حين قام الكيشيون بتطوير نموذج مميز في الفن المعماري والنحت. ولقد لعب كوريكالزو الاول دورا مهما وخاصة في اور، كنموذج لفن البناء. تطور الشعر والادب العلمي تدريجيا بعد 1400 . ان وجود الاعمال الاسبق تخلو من الشعر، وقوائم فقه اللغة التاريخي، ومجموعات من الادعية والاشارات التي كانت موجودة في القرن الرايع عشر او قبل ذلك والتي اكتشفت في عاصمة الحيثيين حاتوسا في عاصمة اوغاريت السورية، وحتى ابعد من ذلك في فلسطين. وبعد ذلك ظهرت كتابات جديدة: تشخيصات طبية ووصفات ، والكثير من قوائم كلمات سومو- اكدية، ومجموعات من ادعية النجوم وتعويذات غيرها واشارات مع ترجماتها. معظم تلك الاعمال تعرف اليوم فقط من خلال النسخ التي تعود الى تواريخ احدث. اهمها هي ملحمة الخلق البابلية التي تتحدث عن خلق العالم، والمعروفة ب " اينوما إليش". والتي الفها شاعر غير معروف ربما في القرن الرابع عشر، تتحدث عن قصة الاله مردوخ. بدأ كإله بابل ثم رفع ليصبح ملكا على كل الالهه الآخرين بعد ان نجح في تدمير طاقات الفوضى. كانت الملحمة ولحوالي 1000 عام تحكى خلال احتفالات رأس السنة في الربيع كجزء من عبادة مردوخ في بابل. كان ادب هذه الفترة يحوي القليل من الكلمات الكيشية. يعتقد العديد من الباحثين ان العمل الاساس الضروري لتطوير الثقافة البابلية التالية كان قد وضع خلال العهد الكيشي الاخير.