«حديقة مائية» تجعل العمارة جزءاً من ظواهر الطبيعية
■ جانب من الحديقة التي صممها الياباني جونيا اشيجامي | من المصدر
المصدر: إعداد: نهى حوّا
افتتح، أخيراً، في محافظة توتشيغي اليابانية مشروع «الحديقة المائية» للمعماري الياباني جونيا اشيجامي، كجزء من مشروع ترفيهي فني «آرت بيوتوب» في مدينة ناسو المعروفة بمعالمها السياحية وينابيعها الحارة ومنتجعاتها للتزلج، وكانت الأرض حيث تم بناء الحديقة مرجاً مفتوحاً قبل تحويلها إلى غابة بأشجار لا تعد ولا تحصى، ومتاهة من البرك المتفرقة.
ويصف أوليفر واينرايت، المحرر في صحيفة «الغارديان»، الحديقة بالمكان الشاعري بأمل أن تعد بنوع مختلف من العمارة أقرب إلى الظاهرة الطبيعية منها إلى العمل المعماري.
حيث جاء تصميم الحديقة صدفة، بعد أن كان مقرراً قطع مئات الأشجار في موقع قريب لإفساح المجال أمام فندق جديد، فاقترح اشيجامي إعادة زرعها في مرج محاذ، وكانت النتيجة، وفقاً لموقع «السجل المعماري»، مشهداً طبيعياً ومكاناً للتأمل بالجودة الخيالية التي تميز أعماله المفاهيمية، مثل «بيت السلام»، المبنيّ على شكل سحابة تطفو في المحيط.
الحديقة المائية تتأرجح بين الطبيعي والاصطناعي، وقد وضع المعماري الأشجار في مواقع لإحداث عشوائية مسيطر عليها، تظهر الأشجار بأنها لا نهائية. وأضاف مئات من أحواض البرك ذات الشكل غير المتجانس، المنفصلة لكن المرتبطة ببعضها في نظام ريّ يحافظ على مستوى المياه، كثعبان يلتفّ بين الأشجار مشكلاً ممرات متعرجة، تتبعها مسارات حجرية.
وأفاد اشيجامي بأن الحديقة المائية تأخذ في الحسبان تاريخ الموقع الذي تحول من غابة إلى حقل أرز، ومن ثم إلى مرج قبل تحويله إلى وضعه الحالي الأشبه بالحلم.
حيث الأشجار والأحواض تبدو كطبقات تتداخل فيما بينها، والنتيجة برأيه، «طبيعة جديدة لم يسبق لها مثيل». وتتلخص رسالة المعماري الياباني عموماً في تحقيق التوازن بين الفراغ الذي تخلقه العمارة والفراغ الذي يشغله النبات والمشهد الطبيعي المحيط.