عبـــث الأقدار
عبثت بنا الأقدار في حاضرنا وماضينا ....
هي قصة عشق ذكرى لكل عاشق بعدينا
كانت لنا الدنيا وكل ما فيها ....
نرسُم الخُطى سوياً وتسبِقُنا ليالينا
عَشِقنا لظى الحب ناراً فما أكتوينا ....
ولا في يوم دمعت مآقينا
أرتشفنا كؤوس الهوى تباعاً ....
فثملنا فسرنا سكارى تتبعنا أمانينا
كان القمر ثالثنا يرصدنا ....
يحدثنا عن عشقنا وعشق من قبلينا
ما كان للزمان سلطان علينا ....
ولا بالحزن والفراق يوماً قد رضينا
فكم أخذنا الحياة درباً لنا ....
وما بغير الحياة كنا بآخذينا
أين ضاع كل هذا منا ....
وقد كنا بالأقدار دوماًعابثينا
اليوم تعبث الأقدار بنا ....
ونحن عنها بالسراب معرضينا
تذيقنا ألوان السم شراباً ....
وما بغير الشهد كنا شاربينا
وقضت الأقدار بالفراق بيننا ....
وأسدلت ستائر النسيان تطوينا
وزاد العناد بالبعد والجفا ....
وبالفراق والعذاب صرنا ضائعينا
وأتى الزمان علينا يُدمِرُنا ....
ليقضي على مابقيَ من النبض الوهينا
وولت الأيام ثِقالاً بعدها ....
نُضمِدُ حُرقة الجراح بأيدينا
حتى إذا عرى الزمان النسيان ....
وما كنا للزمان يوماً بناسينا
أبى الزمان إلا أن يجمعنا ....
ليحطمنا ويهدَّ أجمل ما فينا
فكيف لي أن ألقاها ....
وبيني وبينها جراح السنينا
أم كان الزمان ساخراً بنا ....
أيجمعُنا اليوم ليبددنا ويفنينا
ألحكم القدر دائماً نرضى ....
في الحاضروالماضي له طائعينا !
فكم روينا سنين الحب شوقاً ....
فما له اليوم بغير الدمع لا يروينا
وبكينا في الفراق على أطلاله ....
فاليوم بالنسيان يُذكِرُنا ولا يبكينا
أنا لست الآن عليك بآسفاً ....
بل على أيام سلبتنا ولم تعطينا
على دهرِ قد أضعناه هباءاً ....
وفي حب حطم كل مراسينا
الآن يا قلب قف للزمان لحظة ....
قف لمن انتصر ودمر كل رواسينا
مراكبي قد غرقت مني سداً ....
وليتني كنت معها من الغارقينا
كأن الزمان أراد العيش لنا ....
لنشقى بالحب وانتصار الزمان يكوينا
هشــــــــــااام فتحـــــــي