قلوب تعبث بالحب ,ثرثرة حقيقية
مدخل /
الحب .. شعور جميل فيه من السمو ما يجعله بمنأى عن عبث العابثين
كل ما يختص بأجمل الأحاسيس ومشاعر النفس البشرية مرتبط بالحب ..
لذا .. فحين لا يبنى الحب على الصدق .. ويخلو من العفة .. يصبح مشوهاً
ويتحول إلى عبث عاطفي جاهل .. قد ينتهي به المطاف إلى عشق مشبوه
يؤدي إلى مزالق الحرام !!
هناك قلوب .. وهنا قلوب .. لها في الحب ذنوب .. تنكسر .. تغرق .. تقهر غيرها .. ولا تتوب
فهناك قلوب تائهة .. عابثة .. تتسلى بإسم هذا الحب المسكين .. فتؤلم نفسها وغيرها بفعل أصحابها
قلوب .. أعيتها العواطف وافتقادها .. وأساءت لنفسها .. ولقلوب أخرى
قلوب .. رُسمت في مخيلة من يحملونها صور خادعة عن الحب ومتاهاته .. التي اعتقدوها دروباً مفروشة بأزهى الورود
قلوب تحدد ضحاياها مسبقاً .. وقد تترك ذلك للحظ أو الصدفة .. فتبدأ بنصب شباكها .. فالفرائس متعددة المشارب .. ومختلفة المذاق
قلوب فتيات .. قلوب فتيان .. لا اختلاف .. فالعبث واحد .. والألم سيّان .. و ( النتيجة هي فقط باختلاف جنس العابث ) .. وهنا .. في فمي ماء .. فأنت يا من تقرأ بين السطور .. وتسبر غور المعاني .. ستفهم ما أعني !!
قلوب .. تعشق التنقل بين القلوب الأخرى بكل سلاسة .. فهي تمل البقاء في محيط قلب واحد .. لا يكفيها هذا فمجالها أوسع
ولكنها في ارتحالها بين القلوب .. ليست كالفراشات الجميلة حين ترفرف بانسيابية .. وبمنظرها الأخاذ .. لتشتم من كل وردة أزكى رحيقها .. وينعشها .. ويحببها في باقي الورود .. لتستمر في رحلة المتعة بالنسبة لها
وإنما .. هي قلوب تشبه إلى حد كبير " فراشات الليل " .. تلك التي تطير بعشوائية .. في الظلام الدامس .. متجهة بأسرع ما يمكنها لأقرب مصباح مضيء .. فتصطدم به رغم حرارته .. وشدة لظاه .. فتتراجع قليلاً من تأثير الصدمة ..
ثم تبدأ رحلتها العشوائية مباشرة .. وتستمر .. حتى تقع في أشد المصابيح حرارة .. فلا تحتمل حرارته وتموت حرقاً .. بفعل عشوائيتها .. عبثها ..
وهذه هي تماماً .. القلوب العابثة !!
وقلوب .. منحورة بفعلٍ سابق .. قلوب قُتلت بفعل الخيانة .. فأصبحت تهوى هذا الفعل حباً للانتقام .. أصبحت حاقدة
تبحث عن القلوب المكسورة مثلها .. قلوب قد أصابها من عبث العواطف ما أصابها .. عفواً .. من ما توهموا أنه الحب .. فباتت مكسورة .. مقهورة .. لا تبحث عن فرصة تعويض .. أو أنها تعلمت الدرس جيداً .. ولكنها تستمر عابثة .. فتتحين فرصة الانتقام .. لذا يكون عبث الانتقام بإسم الحب .. بين المكسورين .. المضطهدين عاطفياً .. أنفسهم .. فتكون الخسائر أفدح !!
فكل قلب منها .. يحاول إذاقة الآخر .. نفس الكأس الذي أسقي له من قبل .. هنا ينقلب السحر على الساحر .. فيتحول الحب المزعوم إلى حقد انتقامي ممقوت .. يقتل القلوب ألف مرة !!
وقلوب .. همها أن تتفاخر بعدد ضحاياها .. أو رصيدها كما تعتقد هي .. من قلوب تنشد منها العبث .. أو ما يعتقدون أنه الحب ..
فهذا قد يرضي رغبات مقعدة بداخلها .. وقد يشعرها باكتمال نقص تعانيه .. فتعبث ثم تعبث .. بسمعة تلك القلوب .. تستغلها .. تسيّرها على أهواءها وتحقيق رغباتها .. وإن هي رفضت .. ظهر الوجه الحقيقي لها .. الجانب القبيح ... الحقير منها .. الدناءة بعينها
فتبدأ المساومة لما هو أحقر .. أرذل .. بإسم الحب المغلوب على أمره .. المبتلى بهؤلاء المرضى عاطفياً !!
قلوب .. وقلوب .. وقلوب .. تطول بها القائمة .. ولكن في نهايتها .. ناتجها عبث إذا استمر فالكوارث هي بداية النهاية
ولكن
تبقى هنا .. قلوب نقية .. صادقة .. تؤمن بالعفة في عواطفها .. ولا تنساق مع عبث العابثين ..
قلوب لازالت تناضل من أجل أن يبقى الحب جميلاً نقياً كما يفترض .. أو كما هو أصلاً .. أجمل شعور في الحياة !!
مخرج /
لا جدل أن الحب شعور فطري لدينا .. وهو غير مذموم .. شريطة أن يكون نقياً عفيفاً صادقاً .. وليس كما نرى عشقاً مشبوهاً ينتهي بكارثة محرمة .. لا يكون ضحيتها العابثين نفسيهما .. ولكن كل من هو في محيطهما الأسري والاجتماعي .. كارثة يبقى أثرها أبد الدهر !!
قد لا تعجب ( البعض ) لكنها الحقيقة .. وكم هي مؤلمة !!