بالصور: "الغد برس" تسلط الضوء على كهوف الطار الأثرية في كربلاء

كربلاء/ الغد برس:
في كربلاء وتحديدا على طريق عين التمر والتي تبعد 30 كم جنوب غرب المدينة تقع كهوف الطار الأثرية والتي تتكون من عشرات الغرف التي نحتت في الصخور العملاقة والتلال الصخرية والتي تمتد من بحر النجف حتى غرب كربلاء وتحتل موقعا مهما للجزيرة العراقية الجنوبية إضافة إلى احاطتها بعدة واحات وتلال ووديان ويعود هذا الأثر إلى آلاف السنين والذي قيل بأن هنالك أقواما سكنته في زمن الطوفانات التي أصابت الجزيرة وبعض المؤرخين قالوا بانها كانت منارة الصحراء لإرشاد القوافل التي كانت تقطع الصحراء الجنوبية وصولا إلى بلاد فارس والعكس أيضا.
حمل التطبيق
على جوجل بلاي
حمل التطبيق
على متجر التطبيقات

وسلطت الغد برس الضوء على حقيقة ما اذا كانت هذه الكهوف قد سكنها البشر؛ ويقول المؤرخ التاريخي، محمد عبد لطيف لـ"الغد برس"، انه "الى الان لم يكتشف ماذا اذا كانت هذه الكهوف هي لإرشاد القوافل التي كانت تقطع هذا الطريق ام انها كانت مسكن وملجأ عند الطوفانات، وبعض الدراسات التي اجريت على هذه الكهوف والكهوف الصخرية بانها كانت مسكن لأقوام قبل آلاف السنين وبعد مرور الزمن أصبحت منارة لإرشاد القوافل التي كانت تقطع الطريق الغربي وصولا للشرق وبالعكس".
وأضاف، انه " تبلغ ارتفاع هذه التلال الصخرية 65 متراً عن مستوى سطح البحر وتكون على شكل سلسلة مرتبطة مع بعض واغلب الكهوف وجدت على صخورها بعض الأحرف التي نحتت عليها وإلى الان لم تفك او تفسر هذه الاحرف".
وتحدث جعفر محمد، منقب أثار، لـ"الغد برس"، قائلا "تعتبر كهوف الطار من المعالم الأثرية الطبيعية لمحافظة كربلاء والتي تبعد عن مركز المدينة حوالي 30 كم وهذه الكهوف تمثل سلسلة تمتد من مدينة كربلاء حتى بحر النجف واستخدمها الإنسان ملجئ له وبعض منها محفور طبيعيا والبعض الآخر قام بحفرها الإنسان ليستخدمها كملجأ له من الطوفان حسب ما ذكرته المصادر حينما أرست سفينة النبي نوح بعد حصول الطوفان في ذلك الزمن".
متابعا ، قد مرت هذه الكهوف بـ3 أدوار؛ الأول كان قبل 13 قرناً قبل التاريخ والثاني في عصر البراثانيين والثالث في العصر الإسلامي وهناك 400 كهف في هذه المنطقة محاطة بعدة وديان و واحات وبعض الكهوف نحتت في طبقة الصخور المشبعة بكاربونات الكالسيوم واستخدمت في نحت الكهوف الات متطورة للحفر في ذلك الوقت ولكل غرفة حجم وارتفاع مختلف عن الغرفة الأخرى، وبعض الكهوف أصابها التعري والهدم بسبب العوامل الطبيعية واصبحت هذه الكهوف فيما بعد لدفن الموتى في ذلك الوقت".
وأضاف، ان "هذه الكهوف بحاجة إلى الرعاية الدائمة والتنقيب أيضا فهنالك أسرار كثيرة لم تكتشف إلى الان ويجب أن يتم تخصيص لجنة خاصة للتنقيب وضم هذا الأثار ضمن التراث العالمي".
ومن جهته أوضح رئيس لجنة السياحة والآثار جاسم المالكي لـ"الغد برس" انه "تعد هذه الآثار الأهم في المحافظة لقدمها و انفرادها عن باقي المعالم الأثرية وكانت في السابق يزورها الآلاف من السياح العرب والأجانب إضافة إلى السفرات المدرسية والجامعية لها والسياحة أيضا مورد مهم لإيرادات المحافظة ولكن في وقتنا هذا انعدمت نوعا ما تلك الزيارات".
وأضاف، انه "تم وضع خطة لإعادة تأهيلها لتعود كما السابق وسيتم تشجيع جميع طلاب المدارس والجامعات للذهاب اليها كسفرات سياحية من المحافظة والمحافظات الأخرى".
وبين، ان "هيئة السياحة والآثار وضعت مخطط لزيادة الوفود من السياح إلى كهوف الطار اضافة الى ملحقات سياحية و خدمية لاستعادة ما كانت عليه في السابق".