بالصور: من مورثنا العريق العقال العربي والعباءة
تواجهُ العديد من الأشياء القديمة والتراثية حالة الانقراض والاستغناء عنها شيئاً فشيئاً بفعل تطور الحياة المتسارع وتغيّر رغبة الناس وحاجتها لها، إلاّ انّ هذا الموضوع يصبحُ مختلفاً جداً مع (العباءة العراقية والعقال) اللذين يمثّلان قيمة عالية لدى الرجال حيث بقيا كما هما على أصالتهما المعهودة بعدّهما الزيّ العربي الذي يرتديه رجل المضايف ويعتزّ به خلال استقباله لضيوفه أو مشاركته في المحافل والفعاليات العشائرية المختلفة. وازدادتْ أهميّة هذا الزيّ الأصيل نسبةً لطبيعة المجتمع العراقي الذي يُعرف بنسيجه العشائري ومحافظته على كل ما يرتبط بالتراث والموروث الشعبي الذي يتوارثه الأبناء عن الآباء.
وبذلك ظلّ هذا اللباس الشعبي كما هو يشمخ بشموخ صاحبه ومرتديه، حيث أنّ العقال يعدّ رمزاً للقيم المثلى والكبرياء والكرامة التي يحملها الرجل. وبالنسبة للعباءة الرجالية فلها مكانتها هي الأخرى عند مرتديها وتختلف بين محافظة عراقية وأخرى، وهي على نوعين (صيفية وشتوية) نسبة للنسيج المستخدم في صناعتها والذي يستخرج ويغزل من الصوف وخاصة (صوف النعاج) ذي الألوان المختلفة، وأما أشهر أنواع العباءات فهي ما تسمّى بالعباءة النجفية نسبة لصناعتها اليدوية في مدينة النجف الأشرف.
وتُعدّ العباءة النجفية اقدم أنواع العباءات الرجالية، حيث يتم غزل خيوطها وصناعتها يدوياً وبـ (10 ألوان) منها الأسود والتمري وبقية الالوان الاخرى ,
ويتم استخدام خيوط الصوف في صناعة نسيج العباءة، وتستغرق حوالي (10 أيام) لحياكتها و(10 أيام أخرى) لخياطتها، حيث يتم غزل الصوف على شكل خيوط رفيعة ثم تتم الحياكة، وفي الوقت الحاضر البعض يستخدم النسيج الصناعي المخلوط بمادة النايلون بأيادي عراقية من صوف الماعز والمرعز (الرخل) وهذا الحيوان يوجد في شمال العراق ,
والعقال على أنواع بحسب المحافظات العراقية وأشهرها (عقال أبو الشعر) المشهور في محافظات النجف وكربلاء والقادسية ومنطقة المشخاب". تستغرق صناعة العقال يدوياً ساعة كاملة، فيما تستغرق صناعتها بالمكائن الصناعية الحديثة ربع ساعة تقريباً، ولكن تبقى للصناعة اليدوية مكانتها وقيمتها لدى الناس .