الْكَوْنُ مُجْدِبُ والزَّمانُ قَتِيلُ
والحلمُ يَأتِي فِي السُّهَادِ ثَقْيلُش
لا سَرْمَدِيٌ ظَاهرٌ نَمْضِي لَــهُ
إلاَّ الْبُواقِي وهَيَّ فِيكَ ضَئِيلُِ
تِلْكَ الْبَواقِي مِنْ بَقَايَا وقَـتِـنَا
نَمْضِي بهَا مَا يُستَضَاءُ فَتـِيلُ
إنَّ الْحَيَـاةَ مَـرَارَةٌ وتَفَاهَـةٌ
فِيَها الْخُلودُ مزُخَرَفٌ وجَمِيلُ
يَا لَيْتَ فِكْرِي قَدْ تَوَهَّمَ أَصْلَهُ
فَرَأَيْتُ فِي نَفْسِي اْلخُلُودَ يَسِيلَ
يا حَبَّةَ الْقَمْحِ الَّتِي نَبَتَتْ هُنَا
كَانَتْ وكَانَ الْقَشُ والَّتلِييلُ
قَالُوا لَنَا بَالقَبِرِِ نَبْدَّأُ دَربَنَا
إنَّ الْقبُورَ بِجوفِها التَّعْليلُ
فِي الْقَبرِ يَرقُدُّ قَبلَ آدمُ جُدُّنَا
وَيَنامُ فِيه الَّنسَلُ والَّتَسلِييلُ
ذَهَبَتْ رَوائِحَهمْ بِكُلِّ مُبَــدَّدٍ
وَكَذَا تَفَانَى الْقُولُ والَّتَقُويِلُ
كَمْ مَنْ بأمْسٍ ذَاهبٍ حَزنُوا فَهَلْ
أَبْكَى الْبُكَا مُتَأَسِّفٌ وَعَلِيْلُ
لَا تَبْكِ لَا أَبَدَاً وَلا تَأسَى لَـهُ
أَوْهِمْ لِنَفْسِكَ يَأْتِهَا التَّجْمِيلُ
يا مُسْرٍِعاً بالْأمْسِ مَرَّ عَلَى هُنَا
كَمْ مَا يُصَادِفُ عُجْلَكَ التَّعْطِيلُ
َيا طَارِداً لِلنَّاسِ تَكشِفُ سِرَّهَمْ
تَفَنَى وَيغَنْى السِّرُ والَّتَهْويلُ
هَلاَّ كَشَفْتَ خَفِيَّ بَعْدَ مُرُورهِمْ
حيْثُ الْخَفِيُّ وَحِيثُ أمْرُ جَلِيلُ
يَا جَامِعاً للْمَالِ تَعْشَقُ نَقدَهُ
هَلّا رَوَىَ جَشَعاً بِكَ الَّتَقْلِيلُ
إنَّ الَّزَمَانَ لَهَارِبٌ جَفِلٌ وَمَا
يُثْنِي الَّزَمَانَ صُرَاخُنَا وَعُويلُ
قُمْ لِلزَّمَانِ مُلَهَّفٌ و عَجُـولُ
رُدَّاً الزَّمَانَ يَلُفُّهُ التَكْبِيــــــلُ
لا تَسْْقِني كَأساً رَضِيتُ بِغيْرِهِ
حُمَّ الْقَضَاءُ وَفَاتَنِي التَّبدْيِلُ
أَلْقَيْتُ نَفْسِي فِي الْقُلُوبِ مُؤمِّلاً
أَنّي سَيَبْقَى بِالْفُؤَادِ قَليِلُ
لَمْ يَبْقَ مِنْ قَلْبِي سِوَى حُطَمٍ بِلًى
فِيهَا الْفُتُورُ وَعَافَهَا التَّبْليِلُ
فِي الْقَبْرٍِ لُغْزٌ حَائِرٌ وَمَتَاهَةٌ
فِيهَا السَّرابُ فَوَهَمُ والتَّضلِيلُ
يَا لَيْتَ قَبْريِ نَاطِقٌ مُتَكَلِّمٌ
فَيَكُونَ مَوْتِيَ هَادفٌ وَدَليِلُ
الدكتور احمد الرواجفة