صرخ في وجهها قائلا وعلى مرأى بناتها الثلاث:
أقسم برب الكعبة لو كان ما في بطنك أنثى هذه المرة فأنت طالق
فنظرت إليه نظرة تحد: وماذا إن كان ذكرا.. حينها أنا التي ستطلقك ورب السماوات
أخذت بناتها وتركته وسط دهشة وحيرة من جوابها المخيف.. بعدما أراد أن يهددها صار هو المعرض للتهديد
نطقت أصغر بناتها: لماذا يكرهنا بابا يا أمي؟؟؟
فأجابتها الوسطى وكانت ذات ذكاء ودهاء: لأنك أنثى يا عزيزتي.. والرجل له حظ الأنثيين ليس في الميراث فقط.. بل حتى في المشاعر والحب والإهتمام
تفاجأت الأم من هذه الإجابة.. وأرادت استدراك الوضع
فأعطت كل واحدة منهن مرآة وقالت: أنظرن إلى هذه الوجوه، بالله عليكن.. هل هناك مخلوق عاقل في هذا الكون يكره مثل هذه الزهرات.. الكون له قمر وأنا لي 3.. ماأسعدني بكن!
ثم أردفت قائلة: مارأيكن يا أميرات بجولة في محل الألعاب؟!
علها تخفف عنهن وتنسيهن قسوة الحياة وظلمها
وبعد جولة قصيرة في محل الألعاب جاءت أصغرهن مهرولة إلى أمها.. أنظري يا أمي ماذا جلبت لأبي.. عله يغير رأيه ويحبني
يالبراءة الأطفال وعفويتهم! إلتفتت الأم إلى البقية: مارأيكن يا بنات بفكرة جوري الرائعة
ابتسمت بيلسان بسخرية: هل في الحب رشوة أيضا؟ هل يجب أن نقدم مقابلا للحب؟
يا إلاهي ما كل هذا الحقد.. حتى لو كانت ردة فعل فهي لا تليق بطفلة لم تتجاوز سن السابعة!؟
أما ندى الريحان وهي أكبرهن بسن الثامنة فلم تكن تكترث لما يحدث حولها.. كانت منشغلة باقتناء أكبر عدد من اللعب
كانت الأم تائهة بين ثلاث شخصيات مختلفة تماما.. بين شخصية جوري الحساسة وبيلسان الحقودة وندى اللامبالية
فكلما اقترب موعد الولادة.. ازداد الضغط والتوتر في ذلك البيت.. جوري خائفة من فقدان أبيها.. وبيلسان تتمنى أن يكون المولود ذكرا لا لشيء فقط لتنتقم لها أمها من ذلك الوالد اللامسؤول وتحرمه من حلمه الذي يريد ممارسته على حساب بناته.. وندى لا تحدث أي ردة فعل.. أما الأم فلم يكن جنس المولود ليغير شيئا في الموضوع.. ففي كلتا الحالتين سيكون الطلاق نهايتها
وأخيرا.. أنجبت الأم ذكرا.. لكن المفاجأة أنه كان مصابا بمتلازمة داون..يا لسخرية القدر.. هل كان يريد تأديب الزوج أم امتحان الزوجة؟؟؟
هل ستنفذ وعيدها وتطلق زوجها أم ستطلب عونه في تربية هذا الطفل.. وماذا ستكون ردة فعل الأب حينها؟؟
إختلطت الأمور على الأم وشعرت أن الله يعاقبهما لاعتراضهما على مشيئته وقدره.
منقولة