قالت لها أختها لاتنسي ارتداء فستانك الأخضر المقلم فهو يظهرك جذابة كما يرسم تفاصيل جسدك ، مرت أمها من أمام غرفتها فقالت لها اتركي شعرك مسدلا ، وهي تنظر لهما بصمت وفي عينيها نظرة حائرة .
وصل الضيوف ورحب بهم أهلها وجاء دور نور لترحب بهم أو بمعنى أخر حان موعد تقييمها .
جلست فقالت إحدى النساء ( جميلة ماشاءالله ) وكانت هذه أمه ، وأخرى أقتربت منها لمست شعرها بيدها وقالت ( هل شعرك هذا طبيعي ؟ ) فنظرت لها باستغراب وقبل أن تجيب ردت أختها الكبرى ( نعم طبيعي لونه وطوله ، الحمدلله نحن ننعم بشعر جميل ) فتنهدت المرأة مع إبتسامة رضى وكانت هذه عمته ، أصرت أم نور على ضيوفها أن يكملوا صحونهم وقالت بفخر أكملوا أرجوكم كله مطهو في البيت ، محاولة التنويه أن ابنتها بارعة في الطبخ ، سألتها أخته هل تعملي ؟ فأجابتها نعم ، أجابتها بدون أي ملامح حماس على وجهها ، فأنتبهت إلى أختها وهي تشير لها بيدها كي تبتسم قليلا ، فألصقت إبتسامة مستعارة على شفتيها .
قالت أمه ولدي وحيد وسط أربع بنات وأريد أن أفرح به وأحب أن تكون كنتي فتاة هادئة تسمع كلامي ولا تعصي لي أمر وأن لايكون لها الكثير من الشروط كما أريدها ربة بيت ماهرة ، وأم نور توافقها الرأي وتهز رأسها وتقول نعم صحيح أنت محقة .
وأردفت أمه ابني لايملك شهادة جامعية لأنه لايحب الدراسة لكنه ذكي طبعا فقالت أم نور هذه ليست مشكلة البتة ولكن ماذا يعمل هو تحديدا ؟ فتلعثمت أمه قليلا ثم قالت ليس لديه عمل ثابت فهو في كل مرة يعمل في مجال جديد ، وسيقيم معي في البيت طبعا فلا أريده أن يبتعد عني ، شعرت نور أن الغرفة تضيق عليها وأنفاسها تتسارع وسألت أخته هل تملكين صورة له في هاتفك لأراه مبدئيا حتى نحدد موعد للمقابلة ؟ وإذ بخالته تسمعها فأعلنتها صرخة من نهاية الغرفة ( الشكل غير مهم أبدا للرجل ) فأغلقت نور فمها .
وفيما كانت أخته تبحث عن صورة أكملت الأم حديثها ابني وسيم جدا وكثيرا مايعجب الفتيات ويشبهونه بممثل أجنبي نسيت اسمه ! وبعد قصيدة الغزل المطولة رأت نور صورته فأقتنعت تماما أن ( القرد في عين أمه غزال )
وعندما هموا بالرحيل قالت عمته ننتظر ردكم سنعطيكم وقت لتفكروا لكننا متأكدون من موافقتكم فلن يتقدم كل يوم شخص جديد لخطبة ابنتكم التي شارفت على الثالثة والثلاثين من عمرها !
قبل أن ينصرفوا وقفت نور بقوة وثقة وقالت بعلو صوتها ( لست موافقة ، لن أتزوج فقط لأن مجتمعي يفرض علي ذلك
لن أتزوج فقط لأني تعديت الثلاثين ،
لن أتزوج من شخص لا يناسبني وأكون ممتنة جدا له فقط لأنه سينام بجانبي ،
لن أتزوج من شخص لن يقدم لي شيئا سوى شطب لقب العانس )