رَضيتَ لِنَفسِكَ سَوءاتِها
وَلَم تَألُ حُبّاً لِمَرضاتِها
وَحَسَّنتَ أَقبَحَ أَعمالِها
وَصَغَّرتَ أَكبَرَ زَلّاتِها
وَكَم مِن سَبيلِ لِأَهلِ الصِبا
سَلَكتَ بِهِم في بُنَيّاتِها
وَأَيُّ الدَواعي دَواعي الهَوى
تَطَلَّعتَ عَنها لِآفاتِها
وَأَيُّ المَحارِمِ لَم تَنتَهِك
وَأَيُّ الفَضائِحِ لَم تاتِها
كَأَنّي بِنَفسِكَ قَد عوجِلَت
عَلى ذاكَ في بَعضِ غِرّاتِها
وَقامَت نَوادِبُها حُسَّراً
تَداعى بِرَنَّةِ أَصواتِها
أَلَم تَرَ أَنَّ دَبيبَ اللَيالي
يُسارِقُ نَفسَكَ ساعاتِها
وَهَذي القِيامَةُ قَد أَشرَفَت
عَلى العالَمينَ لِميقاتِها
وَقَد أَقبَلَت بِمَوازينِها
وَأَهوالِها وَبِرَوعاتِها
وَإِنّا لَفي بَعضِ أَشراطِها
وَأَيّامِها وَعَلاماتِها
رَكَنّا إِلى الدارِ دارِ الغُرورِ
إِذ سَحَرَتنا بِلَذّاتِها
فَما نَرعَوي لَأَعاجيبِها
وَلا لِتَصَرُّفِ حالاتِها
نُنافِسُ فيها وَأَيّامُنا
تَرَدَّدُ فينا بِآفاتِها
وَما يَتَفَكَّرُ أَحياؤُها
فَيَعتَبِرونَ بِأَمواتِها .