لن تصدق كفيفة تتسلق الجبال
ربما لن تصدق الخبر من عنوانه لكن تأكد بان هنالك شابة كفيفة مصرية تقوم بتسلق الجبال رغم انها مكفوفة العينيين
وتحلم جوزفين سعيد، البالغة من العمر 28 عاما، بتسلق جبل إيفرست، أعلى قمة جبلية في العالم، لكنها تقول في الوقت نفسه "يكفيني المشي الطويل في منطقة جبال الهيمالايا، بمساعدة أحد المرشدين المتمرسين من السكان الأصليين".
تقول جوزفين "كنت أول طالبة مكفوفة تلتحق بقسم المكتبات والمعلومات بكلية الآداب بجامعة الاسكندرية، لذلك لم يكن القسم مؤهلا لمساعدتي. كنت أنتظر أسابيع طويلة كي يسجلوا لي المحاضرات إلى أن يوشك العام الدراسي على الانتهاء".
وتضيف جوزفين أن تقبل بعض الأساتذة الجامعيين لوجودها في صفوف الدراسة لم يكن بالأمر الهين.
وعن أكثر المواقف المحرجة لها في الكلية، تقول "كان زملائي في القسم ينظرون إليّ كأنني تمثال. في إحدى المرات، جاء المحاضر إلى قاعة الدرس وقال لي إنه غير مسؤول عن نجاحي، وإنه يفضل لو انتقلتُ لكلية أخرى أو قسم آخر. لكن هذا لم يثنيني عن طريقي ولم يحبطني. بل بالعكس، كنت أنجح في المادة التي يدرسها ذلك المحاضر بتفوق".
وبعد انتهاء دراستها الجامعية بنجاح، بدأت جوزفين البحث عن الوظيفة المناسبة، واستطاعت بالفعل أن تحصل على وظيفة في أحد مراكز الاتصالات.
وعن عملها، تقول جوزفين "كان يومي مملا، إذ اعتدت الذهاب للعمل في الصباح والعودة في المساء، وهذا روتين يومي ممل. أعمل في مركز للاتصالات، ودوري هو أن أرد على الهاتف وأجيب عن أسئلة المتصلين الذين يستفسرون عن عنوان طبيب أو مستشفى أو غير ذلك".
أول رحلة
تشتكي جوزفين بشكل عام من قلة الشركات السياحية التي تقبل مشاركة مكفوفين في رحلاتها، إذ أن كثيرا من تلك الشركات، وحتى مجموعات هواة السفر بموقع فيسبوك، كانت ترفض مشاركتها.
لكن جوزفين قررت الذهاب إلى شبه جزيرة سيناء، بشمال شرق مصر، مع إحدى المجموعات السياحية، حيث تجولت في مناطق دهب، وطابا، وشرم الشيخ. وفي هذه الرحلة مارست الغطس لأول مرة.
وتقول جوزفين عن هذه التجربة الفريدة "أعلم أنني لن أرى شيئا تحت الماء، لكن التجربة كانت تستحق أن أخوضها. في البداية لم يكن المدرب يعلم أنني كفيفة. كان يخاطبني قبل النزول للماء ولم أرد عليه، فانتبه إلى أنني كفيفة".
وتتابع "أمسك يدي حتى أعرف أنه يكلمني، ومن ثم نزل معي إلى الماء. هذا المدرب كان نقطة فارقة في حياتي، لأنه شجعني وجعلني أكثر جرأة على الغطس، ولم ينتابني أي إحساس بالخوف معه".
تروي جوزفين لبي بي سي عن أحدث رحلاتها، قائلة "ذهبت مع إحدى المجموعات التي تعرفت عليها بموقع فيسبوك في رحلة خمسة أيام إلى مدينة دهب بسيناء. كان الهدف من الرحلة التعرف على الذات، ومعرفة إمكاناتها عن طريق تسلق أحد الجبال الصخرية".
"في البداية، بدا الأمر لي ضربا من الجنون".
"وقفنا أمام الجبل الذي سنتسلقه، وجعلني منظم الرحلة أتحسس الحبل الذي سيربطني به، لكني رفضت أن أكون أول من يصعد. كان الرجل يقول لي (لا تقلقي يا جوزفين فالدرب مرسوم)، ولم أكن أفهم ماذا يعني ذلك".
وتضيف "وضعت يديَّ على الجبل وحركتهما يمنة ويسرة، لم أترك شيئا على الجبل لم ألمسه، كنت مثل المروحة في حركتي. وأدركت أن عبارة "الدرب مرسوم" تعني أن الطريق مفتوح ولا عقبات أمامك. وعندما صعدت لأعلى الجبل هتفت لمن بالأسفل وأنا أضحك (الدرب مرسوم، الدرب مرسوم)".