بسم الله الرحمن الرحيم
النكرة والمعرفة - أل التعريف
وصلنا الى ال التعريف التي هي احدى المعارف الستة
ـ " أل " تأتي على عدة أنواع :
1 ـ " أل " الموصولة ، وقد سبق ذكرها والتمثيل لها ، فهي لا تدخل إلا على الصفات المشتقة ، نحو : وصل الراكب السيارة .
2 ـ " أل " التعريف : وهي التي تدخل على الأسماء النكرات المبهمة فتزيل إبهامها ، وتحددها ، نحو : تسلمت الكتاب الجديد ، وجاء الرجل المهذب .
وتنقسم أل التعريف إلى ثلاثة أنواع هي :
( أل التعريف الجنسية ، وأل التعريف العهدية ، وأل التعريف التي لبيان الحقيقة ) .
1 ـ " أل " التعريف الجنسية ، وتنقسم إلى قسمين : ـ
أ ـ أل التعريف الجنسية التي تكون لاستغراق الأفراد ، وهي التي تحل محلها " كل " حقيقة ، نحو قوله تعالى : { إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات }، والتقدير : كل إنسان في خسر .
ب ـ أل التي لاستغراق الصفات ، وهي التي تحل محلها " كل " مجازا ، نحو : أنت العالم . أي : أنت الجامع لكل صفات العلماء ، ومنه قوله تعالى : { والله يعلم المفسد من المفلح }، أي : كل من توافرت فيه صفات الفساد ، وتوافرت فيه صفات الإصلاح .
ويتضح من الشواهد القرآنية السابقة في " أل " الجنسية بنوعيها ، أن الأسماء ، أو الصفات التي دخلت عليها " أل " لا يراد بها شيء معين ، وإنما يراد منها الجنس ، وهو واحد يدل على أكثر منه .
2 ـ " أل " التعريف العهدية ، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام :
أ ـ العهد الذكري ، نحو قوله تعالى : { مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري } ، فكلمة المصباح ، والزجاجة المعرفتان في الآية السابقة ورد ذكرهما في الكلام نكرتين ، ومن هنا كانتا معهودتين ذكرا .
ب ـ العهد الذهني ، نحو جاء القاضي ، وتريد بالقاضي ذلك الشخص المعهود في ذهنك ، وذهن مخاطبك ، ومنه قوله تعالى : { إذ هما في الغار } .
ج ـ العهد الحضوري ، نحو : هذا الطالب يدرس باجتهاد ، وهنا إشارة إلى الشخص الذي حضر أمامك وأمام المخاطب ، ومنه قوله تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم } .
3 ـ " أل " التي لبيان الحقيقة :
هي التي تبين حقيقة واقعة معينة . نحو : أحب الأمانة وأكره الخيانة ، يبين هذا المثال أن المقصود حقيقة هو الأمانة ، والخيانة ، ومنه قوله تعالى : { وجعلنا من الماء كل شيء حي } ، فالمقصود حقيقة في هذا الشاهد هو " الماء " .
3 ـ " أل " الزائدة :
هي التي تدخل على المعرفة ، أو النكرة ، فلا تغير من تعريفها ، أو تنكيرها ، مثال دخولها على المعرفة : المأمون بن الرشيد من أشهر خلفاء بني العباس ، فالكلمات : المأمون ، والرشيد ، والعباس ، معرفة قبل دخول أل عليها ، لذلك لم تستفد تعريفا جديدا . ومثال دخولها على النكرة ، قولهم : ادخلوا الطلاب الأول فالأول . فكلمة " أول " نكرة لأنها حال ، وعندما أدخلنا عليها " أل " لم تخرجها من دائرة التنكير إذ المعنى أدخلوهم مرتبين .
أقسام " أل " الزائدة : تنقسم أل الزائدة إلى نوعين :
1 ـ أل الزائدة اللازمة : وهي التي اقترنت بالاسم منذ عرف عن العرب ، ولم تفارقه ، وهذه الأسماء معرفة في أصلها ، ومن ذلك بعض أسماء الأعلام . نحو : السموأل ، واللات ، والعزى ، وبعض الظروف مثل : الآن ، وبعض أسماء الموصول : كالذي ، والتي ، واللاتي ، واللائي ، واللذان ، والذين .
2 ـ " أل " الزائدة العارضة : وهي غير اللازمة التي توجد في الاسم حينا وتخلو منه حينا آخر ، فبعضها يضطر إليه الشعراء في أشعارهم عند الضرورة ، كقول الشاعر :
" ولقد نهيتك عن بنات الأوبر "
فأدخل الشاعر" أل " على كلمة " أوبر " مضطرا ، لأن العرب عند ما تستعملها تستعملها مجردة من أل ، لكونها من أعلام الجنس . نقول : بنات أوبر .
وكذلك دخولها على التمييز الذي يكون في الأصل مجردا من أل ، بل لا تدخل عليه في الأصل ، غير أن بعض الشعراء يدخلون أل الزائدة العارضة على التمييز ضرورة كقول الشاعر :
" صددْتَ وطبتَ النفس يا قيس بن عمرو "
وكان الأصح أن يقول : وطبت نفسا ، لأن " نفسا " تمييز ، والتمييز على المشهور لا تلحقه أل الزائدة ، ولكنها الضرورة الشعرية .
ومنه غير اضطراري ، وهذا ما يلجأ إليه الشعراء ، وغير الشعراء لغرض يريدون تحقيقه هو : لمح الأصل وبيانه ، نحو : العادل ، والمنصور ، والحسن ، فهي تدل على العلمية بذاتها ، وبمادتها ، واعتبارها جامدة ، وتدل على المعنى القديم بأل التي تشعر وتلمح إليه ، والمعنى القديم لتلك الأعلام كان عبارة عن المعنى التي تؤديه هذه المشتقات قبل أن تصبح أعلاما ، فكلمة : عادل ، ومنصور ، وحسن ، ونظائرها كانت عبارة عن الذات التي فعلت العدل ، أو وقع عليها النصر ، أو اتصفت بالحسن ، ولا دخل للعلمية بها ، ثم صار كل واحد منها بعد ذلك علما يدل على مسمى معين ، ولا يدل على المعنى القديم السابق ، وأصبحت اسما جامدا لا ينظر إلى أصله الاشتقاقي ، ولا الى استعماله الأول .
طرفة ادبية
أهدى أحد الشعراء إلى صديق له اسمه ( توفيق ) حذاء - أكرمكم الله -
وكتب معه هذين البيتين :
لقـــد أهــديت توفيقاً حذاء
............................. فقـــال القائلــــون وماعليه
أما قال الفتى العربي يوما
............................. شبيه الشيء منجذب إليه
فرد عليه ( توفيق ) قائلا :
لو كان تهدى إلى الإنسان قيمته
............................. كانت هديتك الدنيا وما فيهــا
لكنْ تقبلت هذا النعل معتقداً
............................. أن الهدايا على مقدار مهديها
https://www.facebook.com/groups/1387...8796070864828/