أوَ كُلَّما حنَّ الفؤادُ لِمُورق ِ
أبكي بُكاءَ النادبِ المُتحرِّق ِ !
ودَمي يُرجِّعُ بالصدى في نبضهِ
حتى يُخالِطَ دمعتي بتشوُّق ِ !
فيهلُّ دمعي كالهتونِ ولونُهُ
لونُ الدماءِ القانياتِ المُهرِق ِ !
آهٍ مِنَ الأحزانِ تفترشُ الرؤى
فتهيمُ في سِفْرِ الطفوفِ لِترتقي !
فترى مصائبَ عِترةٍ ما فوقَها
عَبْرَ العُصورِ مصيبةٌ أو مأزق ِ !
جسدٌ كريمٌ للحسينِ ورأسُهُ
حَضَنَ الرمالُ ونورُهُ كالمُشْرِق ِ !
عبّاسُها فوق الترابِ ورأسُهُ
مقطوعةٌ ، ويداهُ حدَّ المِرْفق ِ !
جثثٌ وأشلاءٌ على رملِ الفلا
مُتشابِهاتٌ في المصيرِ المُطْبِق ِ !
وعويلُ أصواتِ النساءِ كأنّها
في هيبةِ المحزونِ لا لم تزعَق ِ !
أو يَلْطِمَنَّ على الصدورِ بخيبةٍ
لا ، والجدائلُ مُحْصناتُ بِمَخْرَق ِ !
وعقيلةٌ شدَّ الإلهُ رِباطَها
تمشي كمشْيَةِ حيدرٍ كالبيرَق ِ !
لتلُّمَ أشتاتَ الصِغارِ وخوفَهُمْ
وتصرُّ في قولٍ بليغِ المنطق ِ !
خُذْ يا إلهي ما أرَدْتَ إشاءةً
مِنّا وما ترضى لنا بِترّفُّق ِ !
فدماؤنا دربُ الخلاصِ لدينِنا
للصابرينَ بِمغربٍ أو مَشْرق ِ !
عبد الرزا الياسري