بعد اعلان الرئيس الاميركي انسحاب القوات الاميركية من سوريا، لم يتفاجئ الكثيرون بهذا القرار المفاجئة ، بقدر ما تفاجئوا بالطريقة التي استخدمها الاعلام المرتزق وهو يبرر سبب وغاية هذا القرار ، ويعتبره رسالة تهديد مبطن لإيران من خلال اختيار اربيل قاعدة انسحاب لتلك القوات، حيث اخذ هؤلاء المرتزقة يعدون مزايا هذا المكان حيث وصفوه بالاستراتيجي لأنه قريب من سوريا، كذلك قريب من الحدود الايرانية، و كأن لسان حالهم يقول ان ترامب لم يُهزم في سوريا ولا يريدون ان يعترفوا ان الحكومة السورية انتصرت على كل المرتزقة الذين جندتهم إسرائيل وأميركا ومولهم يهود خيبر في الجزيرة العربية من اجل اسقاط النظام هناك لأهداف تخدم الصهيونية، كل هذا التبرير والتسويق للموقف الاميركي الاخير هو من أجل أن يستطيعوا هضم موضوع الإخفاق الكبير في سوريا، لأن هزيمة المشغل الرئيسي هو نتيجة مباشرة لفشل كل المرتزقة ودول التآمر التي تعمل اداة بيد الصهاينة في تنفيذ ما رُسم لهم ، وهذا الفشل سيكون له أثر نفسي أكبر مما عليه المشغل لأن دافعه كان و يكون ضمن اللعبة السياسة التي يؤمن وعن يقين بأحد أهم مبادئها، "أنها فن الممكن" ، اما هم مدفوعون أي "الأدوات" ب غل الماضي وحقده، حيث العداء المتجذر في صدورهم وعقولهم يوهمهم ان ايران ترتجف من خطوة ترامب عندما ينقل قواته الى اربيل في حين ان ايران لم ترتجف منه عندما كانت تقاتل في الميدان السوري على مرأى من قواته وتحالفه الدولي، ثم اضف الى ذلك ان عشوائيات النفط الخليجي التي تستوطن فيها القواعد الاميركية ليست ابعد من اربيل عن ايران، كذلك ايران على تماس مباشر معهم في العراق. الحقيقة التي لايدركها هؤلاء ان اميركا انسحبت من سوريا انسحابا بطعم الهزيمة، هذا الأمر تنبأ به قبل أكثر من خمسة أشهر عضو مجلس الشعب السوري "خالد العبود" حين ذكر في إحدى مقالاته إن اميركا هُزمت في سوريا ولم يبق أمامها غير أن تقايض انسحابها من هناك بخروج القوات الايرانية وفصائل المقاومة المتحالفة معها، وحتما ان القوات الايرانية وفصائل المقاومة ستغادر سوريا بعدما هزمت رأس الارهاب المتمثل بأميركا والاذناب والذيول المتمثل بالفكر الوهابي التكفيري، وهنا جاء القرار الاميركي للتعجيل بخطوة مغادرة محور المقاومة من سوريا بعد ان بلغ حد الهلع والرعب مداه في الداخل الصهيوني، وهو يرى رجال الله على امتداد حدود كيانه الغاصب، وعلية ترامب مستعد ان يضحي بسمعة اميركا من اجل طمئنة الصهاينة.
بعد أن تبلورت نتائج الحرب في سوريا لصالح محور المقاومة، نقول لا عزاء للخونة والعملاء بما الت اليه الامور غير تقبيل يد اسيادهم الصهاينة من اجل الصفح عنهم حين لم يستطيعوا اداء المهمة حسب ما مطلوب منهم..
انتصرت سوريا عرين الاسد , وهي نقطة التحول الكبرى في مجرى الصراع العربي الصهيوني ،وخاب وفشل مشروع الاوسط الجديد الذي كان مخططا له تقسيم الوطن العربي وفق مقاسات تخدم الكيان الغاصب ،وهاهو فيل ابرهة الذي قاده الإعراب لهدم كعبة الصمود سوريا الحضارة والتاريخ قد جعلته ابابيل الله عصف مأكول و وصمة الخزي الى أبد الدهر في جبين ابي رغال وأحفاده ..