إنّ كوكَب الأرض، إن لم تكن تعلم، هو مكانٌ جميلٌ وغريب، من الكائنات الحيّة الدقيقة التي تعيش في المستنقعات وتستطيع النجاة في ظروف الفضاء الخارجيّ، إلى الأجسام الداكنة التي لا تستطيعُ رؤية شيءٍ منها.
سنستعرض مجموعة من الأشياء التي على هذا الكوكب والتي ربما ليس لديك فكرة عن وجودها.
1. مادة الفانتابلاك-Vantablack، الأكثَرُ حلكةً على الأرض
يُمكن تعريف مادة “فانتابلاك – Ventablack” بأنّها مادة تتكون من جزيئاتٍ متناهية الصّغر بتقنية النّانو، وهي المادة الأكثر حلكةً على كوكب الأرض. تمّ تطويرها في المملكة المتحدة في مختبرات سيري لتقنيّات النانو–Surrey NanoSystems عام 2015، وهي عبارة عن مجموعة من أنابيب الكربون المرتبة بشكلٍ عموديّ مع مادّةٍ كركيزة.
تمتصُّ مادة الفانتابلاك ما نسبته 99.98% من الضوء الساقط عليها؛ بمعنى آخر لا تستطيع عين الإنسان رؤية أيّ شيءٍ منعكسٍ على سطح الفانتابلاك، مما يجعلها أقرب مثالٍ لوصف الثُّقب الأسود.
2. سمكة تنّين البحر الأزرق، التي تبدو كأنّها من الفضاء
اسمها العلميّ هو “تنّينُ البحرِ الأزرق – Glaucus Atlanticus”، وهي إحدى أنواع بزّاق البحر، وتُسمّى أيضًا باسم “الملاك الأزرق”. يُعتبر هذا الكائن جميلًا بقدر نُدرته، حيث يُمكن إيجاده فقط في سواحل جنوب أفريقيا وأستراليا.
يتغذّى الملاك الأزرق على كائنات البحر السامة، مثل قنديل “رجل الحرب البرتغالي – Portuguese man o’ war”؛ فيقوم بجمع السم من ضحيّته الأولى، يخزِّنه، ثم يستخدمه لاحقًا لقتل ضحيته المستقبليّة.
3. هلامٌ هوائي يبدو كقطعةٍ من السحاب
الهلامُ الهوائي – Aerogel هو مادة خفيفة الوزن، تُصنع من الهلام والغاز. تمّت تسميتها مسبقًا بـ “الدُّخان المتجمّد” أو “السّحابة الصلبة” بسبب مظهرها غير المادي.
ابتكر العلماء عددًا من الطّرق والوصفات لصنع أنواعٍ مختلفة من الهلام الهوائي، لكنّها تدخل بعمليّة تصنيعٍ مشابهة: يتمّ مزج كيميائيّاتٍ معينة، ثمّ وضعها على هلامٍ رطب لوقتٍ مُعيّن، وأخيرًا امتصاص السائل من المحلول. النتيجة هي مادة ذات كثافةٍ قليلة جدًا، تصل إلى 99% منها هواء.
ولأنّ الهلام الهوائيّ مصنوع من الهواء بشكلٍ أساسيّ، والهواء هو عازلٌ جيّد للحرارة، فإنّ وضع طبقةٍ من الهلام الهوائيّ بين شُعلةٍ ووردة سيحمي الوردة من التأثُّر بالحرارة.
4. أشجارُ أوكالبتوس تمتَلك لحاءً ملوّنًا بألوان قوس قزح
هناك نوع من الكينا يُسمّى بـ”Eucalyptus Deglupta” وينمو في إندونيسيا، غينيا الجديدة والفلبين. يتميّز هذا النوع بلحائه ذي الألوان المتعدّدة، ويتضمّن: الأزرقَ الفاتح، والأرجواني، والأخضر، والكستنائي.
هذه الألوان غير الاعتيادية تنتج بسبب تساقُط لحاء الشّجرة -بحسب حديقة ميسوري النباتية-. عندما يتقشّر لحاء الشجرة، تظهر الطبقة الداخلية من اللحاء، هذه الطبقة تنضج ببطء لتتحوّل إلى ألوانٍ متعدّدة.
5. كاتدرائيّة تحت الأرض في كولومبيا، تتكوّن بالكامل من الملح
يوجد كنيسة رومانية كاثوليكية في كونديناماركا، كولومبيا تحت الأرض، تُسمّى بـ “كاتدرائيّة زيباكويرا” والتي تتكوّن بشكلٍ كامل من الملح. تمّ التنقيب عنها من منجم ملح عام 1954، وتوجد على عمق 180م تحت سطح الأرض.
تحتوي الكاتدرائيّة على صليبٍ كبير مصنوعٍ من الملح، وتَّتسع إلى ما يُقارب 10 آلاف إنسان، مع أنّها لم تمتلئ بالكامل من قبل.
6. القرش العَفريت، أو “الحفريّات الحيّة”
القرش العفريت – Goblin Shark، هو أحد الأنواع النادرة التي تعيش في أعماق البحار، ويُسمّى أحيانًا بـ”الأُحفورة الحيّة”. وهو على حدِّ علمنا آخِر نوعٍ من عائلة قروش الميتسوكورينداي – Mitsukurinidae.
يُعرف عن القرش العفريت فكّيهِ المُمتدَّيْن والظاهرين، المُمتلئين بأسنان تُشبه المسامير. يُمكن لهذا القرش تحديد التيار الكهربائي الناتج عن بعض الكائنات الأخرى، مما يدفعه لفتح فكّيه محاولًا التهام فريسته.
مِن الصّعب القول كم هو مرعبٌ مظهر القرش العفريت دون الحصول على صورٍ له وهو يُهاجم الفريسة. لكن يُمكننا القول أنّه كابوسٌ حَيّ.
7. البِزموت، العنصر الكيميائي ذو السّطح شديد الجمال
قد نتذكَّر عنصر البِزموت – Bismuth من المدرسة الثانويّة، لكن على الأرجح لم نعلَم أنّه يمتلك سطحًا مُلوّنًا ومظهرًا شديد الجمال.
لدى سطح البِزموت طريقة “بناء الدرج” في النّمو؛ فتنمو الحواف الخارجية أسرع من الحواف الداخلية، بحسبِ مجلّةِ Live Science. يُنتِج هذا النمط في النمّو بناءً بلوريًا يبدو وكأنّه مربعات قوس قزحٍ متشابكة.
8. بركانٌ في إندونيسيا يُخرج حممًا بركانيّة بلونٍ أزرقٍ فاتح
يُعتبر بركان إيجن في إندونيسيا بركانًا مَميّزًا، وذلك بسبب قدرته على إنتاج حممًا بركانية بلونٍ أزرق وبنفسجي نوعًا ما.
فعليًا، فإنّ ما يُنتجه إيجن ليس أزرقًا، وبحسب مجلّة Smithsonian، فإنّ هذه الألوان تنتج من احتواءِ البركان على كمّياتٍ عالية من غازٍ كبريتيّ والذي يتداخل مع الحمم. وعندما يحترق الغاز، يُنتِجُ لونًا كالموجود في الصورة.
9. مخطوطة فوينيتش، كتابٌ غريب كُتِبَ بلغةٍ غير قابلةٍ للترجمة
مخطوطَةُ فوينيتش كُتبت في القرون الوسطى، تتكوّن من 240 صفحة مكتوبةٍ بلغةٍ غير معروفة، حيَّرت الباحثين وفاكي الشيفرات لسنين طويلة.
يؤمن العلماء أنّ المخطوطة كُتبت في فترة ما بين 1404-1438 ميلادي، برسومٍ وتوضيحاتٍ غير مفهومة ومبهمة، تصِفُ كل شيء من نباتاتٍ غير عاديّة، إلى نساءٍ بطونٍ متورّمة تستحم في مسابح خضراء.
باءت جميع محاولات فكّ الرموز والرسوم بالفشل. إلى أن أعلن فريق باحثين كنديّ استطاعتَه فكّ بعض الشيفرات الموجودة في المخطوطة باستخدام الذكاء الاصطناعي. ثمّ أعلن الفريق عن حاجتهم لتنقيح المخطوطة مِن قِبَل العلماء.
10. المكان الأكثر صعوبة للوصول في العالم، يُسمى بـ “بقعة نيمو”
تُعتَبرُ بقعة نيمو أبعد نقطةٍ عن الأرض، وتُسمّى بـ “نقطة اللاوصول في المحيط”، توجد هذه المنطقة في مثلثٍ محصورٍ بين جزيرة دوسي، وموتو نوي، وجزيرة ماهر قرب قارة أنتاركتيكا.
ولتقريب الأمر إلى الذهن، فإنّ أقرب بشرٍ لهذه النقطة هم روّاد الفضاء في محطّة الفضاء الدوليّة التي تبعد عنها حوالي 415 كيلومترًا، بينما تبعد أقرب نقطةٍ في الأرض عن نيمو حوالي 1225 كيلومترًا.
11. منطقة دانكيل في إثيوبيا، تبدو كسطح كوكبٍ فضائيّ
تُسمّى بـ”Danakil Depression”، وهي المنطقة الأكثر غرابة في المنظر على الأرض. توجد في مثلث العفر، ويُمكننا تسميتها بالبقعة السّريالية -ما فوق الواقع-، تحتوي على أحواضٍ بركانية، وينابيع ساخنة بلون النّيون، ورقائق ملحٍ برّاقة. كما تحتوي المنطقة على حقول غازاتٍ سامّة، والعديد من الأحواض الحمضيّة.
12. بحيرات وأنهار تحت المحيطات
تُعرف أيضًا باسم بحيرات الماء المالح، وهي بحيرات تمتلك ملوحة أعلى من ملحيّة ماء البحر أو المحيط، مما يجعلها تبدو كبحيرةٍ داخل بحيرة. وتمتلك كثافةً ملحية أعلى من كثافة الماء المحيط بها، وهو الأمر المُسبب لانفصالها عن ماء البحر.
تتميّز هذه البحيرات بامتلاكها لأمواجٍ خاصة بها، تسير عكس الشاطئ، حتّى الغوّاصات بإمكانها العوم على سطح هذه البِرَك عند ارتقائها إلى سطح المحيط.
وللأسف، تحتوي هذه البحيرات على كميّة كبيرة من الميثان السام، وكبريتيد الهيدروجين، مما يجعل السباحة فيها سامة للإنسان.
13. الفطر العملاق، أضخم شيء يعيش على الأرض
يوجد كائنات ضخمة مثل: الحيتان، أشجار الخشب الأحمر، والفيلة، لكنّها ليست العضويّات الحيّة الأضخم على وجه الأرض. عندما ننظر إلى الأكبر من ناحية الحجم فإنّ فطر أرميلاريا – Armillaria Ostoyae يحتّل المركز الأول.
يُسمّى بالفطر العملاق، يمتد على مساحة ما يُقارب 2385 فدّانًا مِن غابة مالهور الوطنية في ولاية أوريغون في لولايات المتحدة. حتى يستطيع العلماء المُكتشفين للفطر تحديد إذا ما كان يمتد على كل المساحة، أخذوا عيّناتٍ من الحمض النووي الصّبغي DNA وفحصوها.
إلى جانب طعمه اللذيذ، يؤكّد العلماء أنّ هذا الفطر العملاق بدأ بالنّمو قبل فترة ما بين 2400 – 8650 عام.
14. تراديجريدس (بطيء الخطى)، كائنٌ دقيق بإمكانه النجاة في الفضاء الخارجيّ
اسمه “Tradigrades” وترجمته بطيءُ الخُطى، ويُسمى عادةً بـ “دُبّ الماء” أو “خنزير الطّحالب”، وهي كائنات دقيقة تستطيع النجاة في أيّ مكانٍ تقريبًا.
تُفضِّل هذه الكائنات الأماكن الرطبة مثل الطحالب والطين، وبحسب مجلةSmithsonian ، تستطيع هذه الكائنات النجاة في بيئةٍ تقلّ حرارتها عن 200 درجة سلسيوس تحت الصفر، وتزيد حرارتها عن 149 درجة سلسيوس.
وجد العلماء أنّ هذا الكائن يستطيع النجاة من الإشعاع، السوائل المغليّة، وضغطٍ عظيم يُقدَّرُ بستةِ أضعاف ضغطِ أعمق نُقطةٍ في المحيط، بل وحتّى ضغط الفراغ في الفضاء.
15. كهفٌ في المكسيك مليءٌ بالبلورات البيضاء
يُعرَف باسم كهف البلور، يحتوي على قطع بلورية جبسيّة متقاطعة حيَّرت المُستكشفين.
تم اكتشافه عام 2000 مِن قِبَل عُمّال المناجم في نايكا، ولاية تشيهواهوا المكسيكية – Chihuahua، فقاموا بتفريغه من المياه ليكتشفوا الأشكال البلورية الظاهرة في الصورة.
لم يستطِع العلماء في بداية الأمر تحديد عمرها باستخدام الطُّرق التقليدية، وذلك بسبب شدّة نقائها. ثُمّ اكتشفوا وجود عيّنة بكتيرية على إحداها يُقدّرُ عمرها بـ50 ألف عام.
على الرّغم من جمال ونُدرة هذا الكهف، إلّا أنّ الشركة المسؤولة عن منطقة الكهف سمحت بإعادة المياه إليه وغمره عامِ 2017