قي هذه اللحظة أصبحت الأرض تدور في أقرب نقطة لها من الشمس, وستكون على مسافة 147 مليون و 100 ألف كيلومتر من الشمس تقريبا, بفارق حوالي 5 ملايين كيلومتر عما كانت عليه خلال يوليو (الصيف) حيث كانت الأرض على مسافة قدرها 152 مليون كيلومتر من الشمس , وهذا الإقتراب سيتسبب في زيادة حجم الشمس الظاهري بنسبة ٣%, و زيادة سرعة الأرض المدارية .
نعم,المسافة التي تفصلنا عن الشمس ليست هي السبب الحقيقي في حدوث الفصول الأربعة, و إنما ميل محور الأرض بزاوية 23.5 درجة أثناء دورانها حول الشمس ,أو الزاوية التي يرد وفقها الضوء.
على سبيل المثال يحدث فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي عندما تتعامد أشعة الشمس على مدار الجدي في نصف الكرة الجنوبي, مما يزيد من ميل الأشعة الضوئية الساقطة في المناطق الواقعة بنصف الكرة الشمالي وفق زاوية مختلفة, و بالتالي إضعاف آثار التسخين و إنخفاض درجات الحرارة.
كان ليشكل قربنا أو بعدنا من الشمس عاملاً أكثر أهمية لو كانت تمدنا بالحرارة بطريقة النقل الحراري كما يحدث في حالة الفرن الحار الذي يعتمد على وسط ناقل مثل الهواء لكي ينقل الحرارة الى الهدف .
لكن الفضاء خال من الهواء, وعدم وجود غازات أو سوائل لتوفرآلية النقل الحراري يحتم على الشمس أن تعتمد على آلية التسخين الإشعاعي فقط , فالأمواج الكهرطيسية تحمل الطاقة التي تقوم عند وصولها إلينا بتسخين جزيئات الهواء والارض بدلاً من أن تكون حارة عند وصولها, و تقوم بنقل الحرارة .