جرعة فرح...
في هذا الصباح التهمني الفرح دفعةً واحدة ،
فتحت جفني المنهك من نومٍ عميقٍ لم أتذوقه منذ زمن ،
قوس قزح يلون سماء مقلتي ،
سمفونية تتردد على مسامعي بلغة (أحبك) لثمتها إثر مضغي للعشق!
فتاتٌ من تناهيد الحب ما زالت عالقةً على مبسمي .
أنهض ، أتحسس شوارع وجنتي مزهرةٌ ؛ تدفق السيلان عليها ، أصبح منعماً ينبت إثر ولوجِ فراشاتُ ربيعٍ ترتسم على جدران ملامحي،
أختطف نظراتِ من بعض أشياءٍ رافقتني بالأمس ،
وسادتي دافئةٌ جداً من قوة استنادي عليها ،
سريري ، ليس منتظماً كالعادة ؛ فقد عبث به جسدي الذي بات متمرغاً في سباته ،
أُلامسني علني لم أستيقظ بعد ، ربما كنت أحلم!
في المرآة أبتسم لوجهي الذي لم أعجب بتفاصيله قبل اليوم .
أظن أنني ما زلت على قيد الحياة ، أظنني لا أحلم!
بهدوءٍ أمشي محتضنةً كل ذلك في عمقي ،
سأحملني إلى طاولتي ،
وأهمس في أذن دفتري بهدوءٍ تام،
أناملي توشوش السطور تكتب :
(أنا سعيدة ، رغم إني أصاحب الضوء وألامس تفاصيلي)
أيْ سعيدةٌ رغم إني على قيد الحياة!
مؤشر الرسائل في جوالي يبعث إشارةَ ضوء،
ياااااااه ؛ ليست رسالة!
إنها نبضةٌ تخلُق لقلبي حياة،
هنا مقطع صوتيٌّ كأغنيةٍ فيروزية ، كقهوةٍ في كوبها ، أنا الدفءُ وهو السُّكَّر!
أرتشفهُ ، تتراقص سطوري فرحاً بترانيم الأحرف التي تعزفها أناملي بقيثارة دفتري .
راقني عنف ذلك الفرح حين التهمني حد الرحيل عني ، عن يأسي ، عن مصطلح الحزن بعوالمي.
سهام الباري