خريف العمر
عقدت معه صفقةً
لم تكن رابحة ،
وهبته ربيعاً متفتق الوجد
نابض الشعور ،
تخليت عني لأجله ،
ذبت في صهاريج المحبة
لأعبِّد له طريق العبور
إلى قلبي ،
تدانت له سنابل الشوق
في قلبي ،
جعلتني مترعا فيه
حتى الثمالة ،
تحددت وجهاتي به ،
أضحى تهجدي بمحراب عينيه ضياعاً أبدياً لا أصحو منه
إلا إليه ....،
منحته ببذخ كل مقتنياتي
لأزرعه نبضا متدفقا
في شراييني ،
وأتلمظه مع كل لحظة
من لحظات ألقي القادم ،
أو شقائي المزروع في أعماقه
كلما حاول استفزازي
بإعلان ساعة الصفر ،
والسير عكس عقاربها ،
وعكس الحياة ، والحب ، والربيع
تخلع جلالبيب الرهبة ،
تتساقط أوراق العمر واحدة تلو الأخرى
وأجد عريه صارخا
أغصانه الطرية صارت يابسة
قاحلة الروح
أشجاره جرداء إلا من شبح
يحملها على ظهره ،
يستحثها على البقاء
عل لحظة ود تجمع بين
غيمته السوداء
ورياح تتكثف فيها
أمنيته
ويراقب حلما
هذا المنظر
ويظل الخير مبادرا كلما افلت
خيوط الشمس الذهبية
كي تنسج عمرا أنقى ،
ومزيجا من روح لا تزال تتفتق
كل صباح.
سكينة شجاع الدين