عندما تبلغ الفتاة سن الزواج تبدأ الأم برسم خارطة الزواج المنتظرة أولاً ثم أوصاف العريس ثانياً وفقاً لأحلامها الاجتماعية، تصادر إرادة الفتاة متعللة بالمصلحة التي تقتضي ذلك إذ تضع المواصفات المادية البحتة تبعاً لسوق الزواج، ويرتفع سعر الفتاة بارتفاع النسب الجمالية فيها.أم العـروس
ترفض الأم الكفاءة وأصحاب العقول وذوي الطموح مفضلة عليهم الأثرياء مهما كانت صفاتهم الشخصية ربما لم تقتنع البنت بهذا الشاب لضعف شخصيته أو لتفاهته وربما لوضعه الاجتماعي الهزيل، لكن قدرة الأم وتجربتها وهيمنتها على الفتاة تستطيع تنفيذ قرار هذا الزواج لتبدأ مرحلة كبيرة من التحضيرات والاستعدادات (المهر الكبير، صالة الأفراح في أفحم الفنادق، الفرقة المميزة التي ستقوم بإحياء الحفل، ثوب الزفاف الأسطوري الذي يبهر الأنظار، أشهر صالون لزينة العروس، أطباق الحلوى من أفخر المحلات، أجواء الفرح بعطرها وزهورها وتنسيقها الغريب ينبغي أن يكون موضع حديث الناس لشدة الغرابة والدهشة).
أعباء وهموم وأثقال تفوق الوصف، كل هذه المهام تنشط فيها أم العروس لتضيف مزايا إلى رصيدها الاجتماعي متناسية أهم عنصر في حفل الزفاف ألا وهو العريض أين هو من هذه المعمعة؟! نست هذه الأم المربية التي تزعم أنها تبحث عن سعادة ابنتها أن هناك فن في إدارة بيت الزوجية وأسلوب في معاملة الزوج، هناك التزامات أخلاقية ونفسية تحتاج إلى توجيه ونصح من قبل الأم، غيبت الأم وسط هذا الضجيج التافه أن ثمة عالم خاص من العلاقات الإنسانية يتطلب نوع من التكيف والتدريب والمرونة كي يلتئم الانسجام بين العروس، هذا الإنسان الذي سيلتحم معها ليتكاملان في درب الحياة يجب فهم المهارات والقدرات لاستيعاب كل عيوبه وحسناته والانضواء تحت قيمومته بحب وحنان وتضحية فهي مقبلة (أي العروس) على الانتقال إلى النزعة الجديدة من حب الذات إلى حب الآخر.
كم أم مارست هذه الطقوس الأدبية في حق ابنتها العروس؟!
أسألوا ساحات المحاكم لتجيبكم الإحصائيات عن تفاقم نسب الطلاق.
خولة القزويني