الصيعري.. تخلص منه البلوي.. فاختاره بيتزي
الرياض – عبدالرحمن عابد
بدأ المدرب الإسباني غاريدو في التهجّم على لاعبي الاتفاق بعد الخسارة من الرائد أواخر2017، وريثما كان الجميع صامتا بسبب جهلهم اللغة الإسبانية ورفض المترجم شرح ما يدور، اعترض المهاجم محمد الصيعري وخاطب مدربه باللغة الإنكليزية قائلا: «أنت تشتم أمهاتنا وأبائنا، توقف عن ذلك واحترمنا، وإلا سنشكو إدارة النادي».
حياة متقلبة عاشها الصيعري في بداياته، حيث ولد بمدينة جدة في «2 مايو 1993»، لأبوين متعلمّين ومحبّين ومخلصين لأبنائهما الثمانية، فقد كانت العائلة تسكن في حي الجامعة، ثم انتقلت لاحقا إلى منزل جديد في حي النسيم بفضل ازدهار أعمال الأب الحرة، ومن هناك بدأت مسيرة محمد مع كرة القدم من قلب ملعب جامع السيدة رقيّة.
قرر الصيعري البالغ 15 ربيعا المشاركة في بطولة رمضانية بنادي الاتحاد في عام 2008، وهناك رآه المدرب السعودي محمد العبدلي الذي طلب منه اللعب مع الفريق الأساسي بجوار فهد المولد وعبدالرحمن الغامدي وطلال عبسي وماجد كنبه، ومنذ تلك اللحظة حظى محمد بتشجيع خاص من سعود كريري وأسامة المولد وخميس الزهراني، إذ آمنوا بموهبته وقدرته على تعويض الاتحاد بعد انتقال هزازي واعتزال حمزة.
بعد 6 أشهر من فوزه بـ«كأس الخليج الأولمبي» وتسجيله هدفين بمرمى البحرين الكويت، اضطر الصيعري إلى خلع القميص الأصفر منتصف عام 2015، حينما التقى بالإداري المعروف حامد البلوي الذي قال له: «شوف لك نادي جديد». وبالفعل ذهب محمد إلى الأحساء وتعاقد معه هجر لعامين، فيما حاول المسؤولون تسويق عقده على الأهلي والشباب والتعاون بسبب الهبوط، ولكن الاتفاق حسم الصفقة بـ2.5 مليون ريال.
يتابع صاحب الـ«25 عاما» بشغف، المهاجم السويدي الشهير إبراهيموفيتش منذ أيام إنتر ميلان، حيث يراقب دائما تحركاته والتحاماته وقفزاته، بينما في الجولة الماضية تمكن الصيعري من اختراق دفاعات الهلال، وانحنى في الهواء بانسيابية فيزيائية رائعة، ثم ركل الكرة مسجلا هدفا جميلا على طريقة رياضة الـ«بوكسنغ»، فيما تصدّر الهدافين السعوديين بـ«8 أهداف».
يعيش الصيعري مع زوجته وابنه فهد في بريدة، تماشيا مع إعارته عاما لنادي الحزم، ويعتبر محمد برشلونة مدينته وفريقه الأقرب إلى قلبه، كما يبدي إعجابه بالقدرات الفنية لكل من الفرج وتيسير والسومة وغوميز، وبعد أن استدعاه بيتزي لتشكيلة الأخضر الآسيوية، بات عليه القتال أكثر داخل الملعب، حتى لا يندم السعوديون على إبقاء كمارا في الخبر ومهند في جدة.