أمضى 25 عاماً وهو يقدم الدروس الشرعية في جنبات المسجد الحرام بمكة المكرمة حتى غالبه المرض والتعب وهو يواصل عطاءه في تقديم الدروس ويرافقه أنبوب الأكسجين، بلغ عمره الثمانين ولم يمهله المرض أكثر حتى انتقل إلى رحمة الله.
الشيخ محمد بن عبدالله العجلان، توفي مساء الثلاثاء، وتم أداء صلاة الجنازة عليه بعد ظهر اليوم في المسجد الحرام، فيما سيوارى الثرى في مقبرة شهداء الحرم بالشرائع، فيما تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع وفاة الشيخ بالدعاء له عبر وسم #وفاة_الشيخ_محمد_العجلان ، متناولين ذكر مناقبه وفضائله على طلبة العلم، ساردين سيرته وما خلفه من علم وورع، وكيف نذر نفسه للعلم.
فقال أحدهم: "نعزي أنفسنا والأمة الإسلامية داعين الله بالثواب العظيم وجنات النعيم، هذا وقد ولد الشيخ محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد العجلان سنة 1360هـ في محافظة عيون الجواء في منطقة القصيم، ويرجع نسب أسرته الكريمة العجلان إلى السرحان من الصقور من قبيلة عنزة العدنانية، واستوطنت أسرته عيون الجواء وبريدة في منطقة القصيم".
سيرة الشيخ العجلان
ويقول الشيخ محمد العبودي: "جاء جدهم الذي يقال له مسند من الشمال إلى عيون الجواء، وانتقل والده من الجواء إلى بريدة عام 1354هـ، فدرس المرحلة الابتدائية في مدرسة بريدة الفيصلية، ثم التحق بالدراسة المتوسطة والثانوية في معهد بريدة العلمي عام 1374هـ، ثم التحق بالدراسة الجامعية في كلية الشريعة بالرياض، وتخرج عام 1383 هـ، ودرس الشيخ في المساجد على عدد من المشايخ، وعين قبل تخرجه بسنتين مدرساً بمعهد المدينة العلمي، واستمر لمدة ثلاث سنوات، وكلف بالسفر إلى نجران لفتح المعهد العلمي هناك سنة 1385هـ، ثم كلف لإدارة المعهد العلمي في حفر الباطن في سنته الأولى، ثم نقل إلى مكة المكرمة لإدارة المعهد العلمي بمكة، وانتدب للرياض لدراسة اللغة الإنجليزية بمعهد الإدارة عام 1388هـ، وكلف بالسفر إلى الإمارات لفتح المعهد العلمي في رأس الخيمة وإداراته، وفي عام 1402هـ كلف برئاسة القضاء الشرعي في رأس الخيمة إلى جانب الإشراف على المعهد، كما عين قاضي تمييز في المحكمة الكبرى بمكة المكرمة عام 1413هـ، وصدر التوجيه بنقله إلى مكة المكرمة بناء على طلبه، ثم طلب الإحالة إلى التقاعد للتفرغ للتدريس في المسجد الحرام عام 1422هـ وتم له ذلك، كما كلف من قبل جامعة الإمام بالسفر إلى إندونيسيا وماليزيا واليابان والصين لإلقاء المحاضرات العلمية هناك، وخطب بالمسلمين في جامع هونغ كونغ في صلاة الجمعة، وكلف أيضا من قبل رئاسة البحوث العلمية بالسفر إلى اليمن وعمان والبحرين للعمل في مراكز الدعوة هناك في فترة الصيف، وكان يدرس مادة الفقه في جامعة أم القرى في مكة المكرمة.
وشارك في التوعية بالحج لمدة عشرين عاماً، وكلف بالإشراف على التوعية في المسجد الحرام، وعمل خطيباً في عدة جوامع بمكة المكرمة بتكليف من وزارة الأوقاف، وقدم برامج علمية في إذاعة رأس الخيمة والإذاعة السعودية والتلفزيون في الإمارات، كما أم فضيلة الشيخ محمد العجلان المصلين في المسجد الحرام فجر يوم السبت الثامن من ذي الحجة عام 1389هـ الموافق الرابع عشر من فبراير عام 1970م عندما تأخر إمام المسجد الحرام.
دروس العجلان في المسجد الحرام
عين بأمر سامٍ في التدريس بالمسجد الحرام، حيث يدرس الفقه والفرائض والسيرة النبوية، وبعد الدرس يقوم بالإفتاء والإجابه عن أسئلة الحجاج والمعتمرين بعد صلاة العشاء، ويدرس كتاب فقه المواريث وكتاب روضة الأنوار في سيرة النبي المختار وكتاب شرح منتهى الإرادات.