(بركان يؤجج ذاكرة الوجع)
وأنا أطفو كأمنية
هجرت سمائك تلبّدت في الأفق
وطارت نحو البعيد
لبست زورق من حب
وماجت نحو رماد الواقع
ذات يوم مشيت وحيدة
صادفت طيفك في طريقي
هزّ أقنعة الوجع
لبس منها ما يحلو السهر
عانق من جديد فيّ الأمل
كنت كعصفور في قفص
جريح يحاول الفرار
لكن لا يقدر على فرد جناحيّ الوهم
كأول مرة
يرى الطيور المهاجرة من البعيد
لا يقدر السفر
غده أمنية لم يحققها القدر
دنيا الوهم تعانق أغصان الشجر
ورياح عاتية تأخذ ما تبقى
من أوراق الشجر
وأنا انتحب على ماضٍ وحاضر
لا مفر منه
أيادٍ سوداء تتداخل وتحتل الأفق
تحاول أن تأخذ بالثأر من الليالي
وأنا ما زلت أسبّح في سماء حبك
وأغوص في أفكارك
فعذراً أيها الحب
فغدر بعض أصدقاء الوهم قطّع أوصالي
تهزّني مشاعر الخيانة والغدر أينما كانت
تأخذهم حيث السراب والوهم
وألحان ماضٍ قيدها الزمن
ذات يوم أصبحت ذكرى
لكن إمتدّت إلى كل أجزائي
هجرتني نحو البعيد
وأنا ما زلت أسافر ألاحق ظلك الآتي
رغم القيود
رغم المسافات
رغم البعاد
الذي بيني وبينك
رغم تحدي الظروف القاسية
ما زلت أتبعك
وتتعبني الذكرى
روحك تسافر بي
أقطف نجمة من النجمات
أعلقها على باب الصبر
وأدوّن عليها
ممنوع الاقتراب أو اللمس
وأرحل كل يوم نحو طيفك
علَّ أملاً جديداً أحيا به من أجلك
يقيدني بك وبأجمل لحظات العمر
ناريمان معتوق