ستسرقُكَ الدُنيا مني !
وتقدمك لألف شخصٍ غيري
وحين أجدُك
سأُثبت لكَ بأن لا شيء يستطيع محوَّ أثاري التي وضعتُها بك وعليك !
ستغادرني مراراً وأنت تقول بأنني غيرُ مناسبٍ لك
وتغوص في هذا العالم لأقصى ما يمكن لأيجاد ضالتك
وحينما تريد ألتقاط أنفاسك ! وتعود للأعلى
ستجد كفوفي هي أول من مُدت لأنتشالك قبيل الغرق . .
ستأخُذُك مئةُ كذبه
وتنطلّيّ عليك الكثير من الخُدع !
ستعلم معنى الحُزن وطعم الدموع
وكيف أن القلب يُصاب بالعديد من الأضطرابات التي قد تجعلهُ يضربُنا من الداخل
وكيف للرئه أن تسْئم من القيام بوظيفتها وتتوقف ! لتجعلنا نختنق !
حينها سأكون خلفك أحاول عدم تركك تسقط وأُسعفك بكل ما أوتيت من قوة ومعرفه .
.
.
.
وحينما ستنتبه لوجودي في يوم من الأيام
لا تُعر أهتماماً لمظهري الرث
وتغيير لون شعري ونظارتي التي تُفسر مدى ضُعف بصري
فقد مَرت عَليّ الدُنيا أيضاً بقساوتها
لكن سأكون لا زلتُ أنا ذات الشخص الغبي المجنون الذي أحببته
.
.
.
سترحلُ بعيداً
وستفرض عليك الحياةُ خريفها
وتُسقط منك الكثير من الصفات
ومن حولك العديد من الأشخاص وتصبحُ شخصاً لا أعرفُه .. ! وحين تمر من جانبي سأعلم بأن هذا أنت ،
ولن أعاتبك على هجرك وخذلانك لي
وسأكون بذات الهدوء الذي أخبرتك فيه يوماً
بأنني أرضى أن نفترق ..!
.
.
ستتزوج ويصبح لديك شريكٌ غيري
وقد تُحبه حقاً !
ليس كما أحببتني
وستُنجب لك الدُنيا أطفالاً يُشبهونك
ويشغلون ناظريك عني اثناء لعبهم وانا أحدقُ بك من خلف النافذه وأتمعن بتفاصيلك ! التي لم تعُد لي
كيف أن عينيك تحملان أحلاماً لا تحتويني
وشكل أصابعك تشوه وتقوس ليناسب يَداً أُخرى
ورائحتك أختلط بها رائحةُ شخصٍ أخر لا أفهم كيف آن لضلوعك أن تخبئهُ بينها بعد أن تشكلت كقالبٍ لأجلي . .
.
.
.
ستغدوا كهلاً
وتسند ضعفك عكازٌ خشبيه تُشبهني
ويصبح لديك أحفاد يزعجونك وتُحبهم ومهما أخطئوا ستكون رحيماً بِهم ..
لن أعرفك يومها
لن أسأل عنك
ولن تجد ظلي يختبئ خوفاً من أن تراه..
سأكون قد فارقت الوعيّ
وبتُ أصنف في أطار المُسنين الضائعين
سأعود لرشدي قبل أن أفارق هذا العالم
وفي ذلك اليوم أنا متأكد بأن طيفك سيزورني
سأخبرُك بأنني أحببتُك جداً
وانني كنتُ سعيداً حقاً رغم خسارتي الفادحه
وسأرحل بعدها للمره الأولى بعيداً عنك
.
.
.
مار إدريس مناضل