( الهاتف) ... هكذا نسميه .. وهو خطأ تعبيري فاذح في شأن هذا الذي اخترق كل خصوصيا تنا . وصار يرافقنا في كل اللحظات وفي كل مكان .. وإليكم تفاصيل الحكاية من لغتنا العربية رمز هويتنا وضامنة وحدتنا . وأيضا من واقعنا المعيش .
( الهاتف ) في الأصل اسم فاعل من فعل ( هتف - يهتف ... ) .. ورد في بعض معاجم اللغة : ( الهاتف) هو : من يُسمٌعُ صوتُه ولا يُرى شخصُه .. تقول : (( سمعت هاتفا يهتف )) : إذا سمعت الصوت ولا تُبصِرُ أحداٌ صدر عنه ذالك الصوت ... ومنه أخذ المحدثون - دون تدبر - اسم ( الهاتف ) .. وهو تعبير غير دقيق لهذا الجهازالمسمى ب ( التلفون ).. ومن الأخطاء المرتبطة بهذاالفهم قولنا مثلا : ( الهاتف النقال ) أو ( الهاتف المحمول ) أو ( الهاتف الخلوي ) ... والدلالة السابقة - الهاتف / التلفون - وما تمخض عنها من تعابير ، هي أيضا من الخطأ . وكلها تبين بجلاء خطأ التسمية تلك لكونها أصلا ترجمة حرفية عن اللغة الفرنسية .
يسمى ( الهاتف ) في المغرب ب ( التلفون ) ، وكذا في المغرب العربي .. أما في المشرق العربي وفي دول الخليج العربي فيطلقون عليه اسم ( الموبايل ) . وهي ترجمة حرفية من اللغة الانجليزية. وبذا تبدو االتبعية للآخر / الأجنبي - المستعمر عند أكثر من بلد عربي واضحة ؛ المستعمر الذي رحل ولم ترحل معه لغته . !! سواء الاستعمار الفرنسي في المغرب العربي أو الإنجليزي بالنسبة لبعض دول الشرق العربي ، ودول الخليج العربي مؤثرة أقوى تأثير في هذا المقوم من مقومات الأمة الذي كادت تفقد معه هويتها اللغوية والثقافية .
إلى متى ونحن نلهث وراء الأجنبي / المستعمر في كل شئ دون اكتراث لما يهدد مقوماتنا الدينية والحضارية ، ومن أهمها لغة القرآن الكريم ..!!!؟ حيث البناء متراص ، والدلالة موجودة ، والكيان تام !! ..إنها لغة القرآن فيها ما يغني عن الالتفات إلى لغات الأجنبي تعبيرا عما عجزنا عن ردمه ، لجهلنا وقلة بحثنا ...؟ .. لست بهذا ضد تعلم اللغات الأجنبية . ولكنني ضد تجاهل ما فكر فيه علماؤنا الأ فذاذ ، الأجلاء ، تأصيلا لمفاهيم المبتكرات العلمية الحديثة ومنها كلمة ( الهاتف ) ... !! وهذا الموضوع أرجو أن نفكر فيه أكثر مما يجب لأنه يلامس منا الكينونة ، والهوية و ...
لقد فكر العلماء الأجلآء الأفذاذ في أمر المصطلح الغربي وجعلوه هو الأساس في لغة الضاد ...! فكروا في الأمر مليا فأوجدوا البديل من لغة القرآن الكريم نفسها ... وبديل كلمة ( الهاتف ) عندهم هو كلمة : (( المسرة )) ..أظن أن سبب التسمية تلك كانت لما يدخل ( الهاتف )على المرء من سرور...!!
ونؤكد هنا - اعترافا بالفضل - أن المسرة سر من الأسرارالكهربائية اختراعا .. وهي آية من آيات العلم العظيمة انتفاعا ؛ لما لها من نفع يقصر البيان عن عد فوائده وإدراك مزاياه .. و( المسرة ) من الأدلة المادية على عظمة العقل البشري .
ومما هو جدير بالذكر فقد استفاد من وجود ( المسرة ) بين أيدينا شركات اقتصادية عالمية عملت على تطويره من خلال صنع أجيال منه يعضها علق على الجدران ..وبعضها وضع على المناضد . وبعضها أثث السيارات الفارهة . وبعضها .. وبعضها ... وجيل منها لايستطيع اقتناءه غيرأصحاب المال ورجال الأعمال !!! ... وجاءت الطفرة الصناعية فانتشر انتشار النار في الهشيم في كافة أنحاء المعمورة ، بل صار لعبة في يد الأطفال ؛ أطفال الأحياء الهامشية في كل مكان من العالم ، وحتى في الدول الأكثر فقرا . كما تم تصميمه في أحجام وأشكال مختلفة تغذيها أساليب التجارة والدعاية اللا محكومة بالصدق ، والشفافية ، حتى صار في يد من يحتاج إليه ومن لا يحتاج إليه !!! .
وبلا شك ف (المسرة) اليوم أجده تهديدا للتربية . وتهديدا للأخلاق . وتهديدا للا قتصاد . وللمال الخاص ... !!! إن لم يتم ترشيده في يد من لاحاجة له به اليوم صار وبالا علي المجتمع / المجتمعات العربي / العربية عامة .
إلى متى نحن هكذا لغتنا لها القدرة ونحن لامبالون ، بل وعاجزون العجز كله !!!؟ .