.. واللغة العربية ياسيدي على اغترابها في اهلها .. وانتفائها في وطنها .. تضل اما حنونا وصدرا رحبا تفزع اليه كلما رابك شيء واعتراك .. فتفضي بها واليها .. وليس احب الى العربية من ان يفضي بها المرء .. فتزيده هيبة وجلالا .. ورجاحة فكر واتزانا .. وسعة مدارك واضطلاعا بشؤون الكون وانفتاحا عليه .. ذلك ان العلوم والمعارف التي دونت بالعربية حدائق رائدة ولبنة اساسية وعملة عويصة في تاريخ المعارف جمعاء .. لاينكرها الا جاحد بتاريخها .. ومايجحده الا عمي البصائر ضعاف النفوس ... ولعلك الان تتسائل سيدي عن تقهقر العربية واستقرارها غريبة في افئدة القليلين من مخلصيها .. ولايرجع ذلك الا لتغير مصادر التعليم وانعكاس ذلك سلبا على الناشئ المتلقي .. فبعد ان كان مصدر التعليم كتاب الله وسنة نبيه اولا وآخرا كان لزاما على الطالب ان يتلقن العربية في اسمى صورها , وليس ابلغ من عربية القرآن عربية بيانا وبلاغة وغزارة .. اما اليوم وقد جار الزمان وحلت بنا نوائب الدهر تواليا .. كان اول المساس بمناهجنا التعليمية وحيادها عن القرآن .. ثم احتكاكنا بأقوام تشوب لغاتهم لغتنا وتمسها بسوء .. واخيرا تغيير مصادر التعليم .. وتم تهميش العربية ونحرها ببطئ الى ان آلت الى حالها التي هي عليه .. اخيرا وليس آخرا فكل ماسلف ذكره لاينفي ان نتعلم لغات غير العربية نساير بها سوانا من الامم .. فنأخذ عنهم الصائب ونزداده في حضارتنا .. لا ان نمحق حضارتنا وننصب سواها منهاجنا .. وتضل العربية على ماذكرته فيها اعظم واجل .. لاتحدها الكلمات والجمل .. وحسبها فخرا ان اعظم كتاب نزل بها تشريفا وإعلاء واجلالا بلغت بفضله من الاتساع ما لاتدركه لغة سواها .. والعجيب الغريب منبتها القومي في تلك الصحاري القاحلة عند قوم من البدو الرحل اين تفتقر البيئة الى ابسط الظروف التي قد توصل فكرة للكمال .. لكن العربية وصلت وصالت وجالت بحكمة ربانية وعناية الهية لاتسعها عقولنا ولا تدركها معارفنا .. يقول الامام البشير الابراهيمي : انا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
من منبري هذا اخاطب كل ذي غيرة وانفة على عربيته ان يذود عنها ويعلي شأنها ويحارب كل من تسول له نفسه طمسها .. وليس بمدرك ذلك ..
كل عام والعربية لغتنا
منقول