أظبـــيـة حــيث استنت الكثب العـــــفر * رويدك لا يغــــتـــالك اللوم والـــزجـر
أســـري حــــــذارا لـــــم يقــــيدك ردة * فــــيحـــسر مـــاء من محاسنك الهذر
أراك خــــــــلال الأمـــر والنـــهي بوة * عداك الردى ما أنت والنهي والأمر؟!
أتشغـــلني عـــما هـــرعت لمثـــلـــــه * حـــوادث أشجـــان لصــاحبها نكر ؟ !
ودهـــر أســـاء الصنـــع حـــتى كأنما * يقـــضي نـــذورا فـــي مساءتي الدهر
له شجـــرات خـــيم المجـــد بـــيــــنها * فـــلا ثمـــر جـــان ولا ورق نـــضــــر
ومـــا زلـــت ألــقى ذاك بالصبر لابسا * رداءيه حــــتى خفت أن يجزع الصبر
وإن نـــكيرا أن يـــضيق بـــمـــن لـــه * عـــشيرة مثـــلي أو وسيـــلته مصــر
ومـــا لامرئ مـــن قـــاتل يـــوم عثرة * لعـــا وخـــديناه الحداثـــة والـــفـــقــر
وإن كـــانت الأيـــام آضـــت ومـــا بها * لـــذي غـــلة ورد ولا ســـائل خـــبــر
هـــم الناس ســـار الذم والحرب بينهم * وحـــمر أن يغــــشاهم الحمد والأجر
صفيـــك منهـــم مضــمر عنجهية * فـــقائده تـــيـــه وســـائقـــه كـــبــــــر
إذا شـــام بــــرق اليسر فالقرب شأنه * وأنـــأى مـــن العـــيوق إن ناله عسر
أريني فـــتى لـــم يقله النــاس أو فتى * يـــصح لـــه عـــزم وليـــس لـــه وقر
تـــرى كـــل ذي فـــضل يطــول بفضله * عـــلى معتـــفيه والـــذي عـــنده نـزر
وإن الـــذي أحـــذاني الشيـــب للـــذي * رأيـــت ولــم تكمل له السبع والعشر
وأخـــرى إذا استودعـــتها السر بينت * بـــه كرها ينهــاض من دونها الصدر
طغـــى مـــن عـــليها واستـــبد برأيهم * وقـــولهـــم إلا أقـــلهـــم الـــكـــفـــــر
وقــــاسوا دجــــى أمــــريهم وكـلاهما * دلــــيل لهم أولـــى به الشمس والبدر
سيحــــدوكم استسقاؤكم حلـــب الردى * إلــــى هـــوة لا الماء فيها ولا الخمر
سأمتــــم عبــــور الضحـل خوضا فأية * تعــــدونها لــــو قـــــد طغى بكم البحر
وكنــــتم دمــــاء تحــــت قــــدر مغـارة * عــــلى جـهل ما أمست تفور به القدر
فهــــلا زجــــرتم طائــر الجهل قبل أن * يجــــيئ بما لا تبــــسأون به الزجر؟!
طويتــــم ثنايا تخــــبأون عــــوارهــــا * فــــأين لكم خــــب وقـد ظهر النشر؟!
فعــــلتم بأبــــناء النــــبي ورهــــطــــه * أفاعــــيل أدنــــاها الخيــــانة والغـدر
ومــــن قــــبله أخــــلفتم لــــوصــيــــه * بــــداهية دهــــياء لــــيس لهــــا قدر
فجــــأتم بهــــا بكــــرا عـوانا ولم يكن * لهــــا قبلها مثــــل عــــوان ولا بــكر
أخــــوه إذا عــــد الفخــــار وصهـــــره * فــــلا مثــــله أخ ولا مثــــله صهـــر
وشــــد بــــه أزر النــــبي محــــمـــــــد * كمــــا شد من موسى بهارونه الإزر
ومــــا زال كــــشافا ديــــاجير غــــمرة * يمــــزقها عــن وجهه الفتح والنصر
هــــو السيــف سيف الله في كل مشهد * وسيــــف الرســــول لا ددان ولا دثـر
فــــأي يد للــــذم لــــم يــــبــــر زنـــدها * ووجــــه ضــــلال ليــــس فيه له أثر
ثــــوى ولأهــــل الــــدين أمــــن بحــده * وللواصميــــن الــــدين فـي حده ذعر
يســــد بــــه الثغـر المخوف من الردى * ويعــــتاض من أرض العدو به الثغر
بأحــــد وبــــدر حين مــــاج بــــرجـــله * وفــــرسانه أحــــد ومــــاج بهـــم بدر
ويــــوم حنــــين والنضــــير وخــيــــبر * وبالخــــندق الثــــاوي بعـقوته عمرو
سمــــا للمنــــايا الحــــمر حتى تكشفت * وأسيافــــه حــــمر وأرمـــــاحه حمر
مشاهــــد كــــان الله كــــاشف كـــربها * وفــــارجه والأمــــر مــــلتبس إمـــر
و"يــوم الغدير" استوضح الحق أهله * بضــحيآء لا فيها حجاب ولا ستر
أقــــام رســــول الله يدعــــوهم بهـــــا * ليقــــربهم عــــرف ويــــنــــآهم نــكر
يــــمد بضبعــــيه ويعــــلـــم : أنه * ولــــي ومــــولاكم فــهل لكم خبر ؟ !