وصايا النبي محمد (ص) إلى الإمام علي (ع)
(المجموعة الخامسة)

*
عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أَنَّهُ قَالَ :
يَا عَلِيُّ إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ الصِّيَامُ وَ الصَّلَاةُ وَ الزَّكَاةُ وَ إِنَّ لِلْمُتَكَلِّفِ مِنَ الرِّجَالِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ يَتَمَلَّقُ إِذَا شَهِدَ وَ يَغْتَابُ إِذَا غَابَ وَ يَشْمَتُ بِالْمُصِيبَةِ وَ لِلظَّالِمِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يَقْهَرُ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ وَ مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ وَ يُظَاهِرُ الظَّلَمَةَ وَ لِلْمُرَائِي ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يَنْشَطُ إِذَا كَانَ عِنْدَ النَّاسِ وَ يَكْسَلُ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ وَ يُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ وَ لِلْمُنَافِقِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ إِنْ حَدَّثَ كَذَبَ وَ إِنِ اؤْتُمِنَ خَانَ وَ إِنْ وَعَدَ أَخْلَفَ وَ لِلْكَسْلَانِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يَتَوَانَى حَتَّى يُفَرِّطَ وَ يُفَرِّطُ حَتَّى يُضَيِّعَ وَ يُضَيِّعُ حَتَّى يَأْثَمَ وَ لَيْسَ يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً إِلَّا فِي ثَلَاثٍ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ خُطْوَةٍ لِمَعَادٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ
يَا عَلِيُّ إِنَّهُ لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَ لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا وَحْدَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ وَ لَا عَمَلَ كَالتَّدْبِيرِ وَ لَا وَرَعَ كَالْكَفِّ وَ لَا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ إِنَّ الْكَذِبَ آفَةُ الْحَدِيثِ وَ آفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ وَ آفَةُ السَّمَاحَةِ الْمَنُّ
يَا عَلِيُّ إِذَا رَأَيْتَ الْهِلَالَ‏ فَكَبِّرْ ثَلَاثاً وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَنِي وَ خَلَقَكَ وَ قَدَّرَكَ مَنَازِلَ وَ جَعَلَكَ آيَةً لِلْعَالَمِينَ‏ .
يَا عَلِيُّ إِذَا نَظَرْتَ فِي مِرْآةٍ فَكَبِّرْ ثَلَاثاً وَ قُلِ اللَّهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي
يَا عَلِيُّ إِذَا هَالَكَ أَمْرٌ فَقُلِ اللَّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا فَرَّجْتَ عَنِّي .
قَالَ عَلِيٌّ (عليه السلام) : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ‏ مَا هَذِهِ الْكَلِمَاتُ‏ ؟
قَالَ‏ (صلى الله عليه وآله وسلم) : يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ أَهْبَطَ آدَمَ بِالْهِنْدِ وَ أَهْبَطَ حَوَّاءَ بِجُدَّةَ وَ الْحَيَّةَ بِأَصْفَهَانَ وَ إِبْلِيسَ بِمِيسَانَ‏ وَ لَمْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ شَيْ‏ءٌ أَحْسَنَ مِنَ الْحَيَّةِ وَ الطَّاوُسِ وَ كَانَ لِلْحَيَّةِ قَوَائِمُ كَقَوَائِمِ الْبَعِيرِ فَدَخَلَ إِبْلِيسُ جَوْفَهَا فَغَرَّ آدَمَ وَ خَدَعَهُ فَغَضِبَ اللَّهُ عَلَى الْحَيَّةِ وَ أَلْقَى عَنْهَا قَوَائِمَهُمَا وَ قَالَ جَعَلْتُ رِزْقَكِ التُّرَابَ وَ جَعَلْتُ تَمْشِينَ عَلَى بَطْنِكِ لَا رَحِمَ اللَّهُ مَنْ رَحِمَكِ وَ غَضِبَ عَلَى الطَّاوُسِ لِأَنَّهُ كَانَ دَلَّ إِبْلِيسَ عَلَى الشَّجَرَةِ فَمَسَخَ مِنْهُ صَوْتَهُ وَ رِجْلَيْهِ فَمَكَثَ آدَمُ بِالْهِنْدِ مِائَةَ سَنَةٍ لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَاضِعاً يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ يَبْكِي عَلَى خَطِيئَتِهِ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ جَبْرَئِيلَ فَقَالَ يَا آدَمُ الرَّبُّ عَزَّ وَ جَلَّ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ يَا آدَمُ أَ لَمْ أَخْلُقْكَ بِيَدِي أَ لَمْ أَنْفُخْ فِيكَ مِنْ رُوحِي‏ أَ لَمْ أُسْجِدْ لَكَ مَلَائِكَتِي أَ لَمْ أُزَوِّجْكَ حَوَّاءَ أَمَتِي أَ لَمْ أُسْكِنْكَ جَنَّتِي فَمَا هَذَا الْبُكَاءُ يَا آدَمُ تَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَإِنَّ اللَّهَ قَابِلٌ تَوْبَتَكَ قُلْ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عَمِلْتُ سُوءاً وَ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .
يَا عَلِيُّ إِذَا رَأَيْتَ حَيَّةً فِي رَحْلِكَ فَلَا تَقْتُلْهَا حَتَّى تَخْرُجَ عَلَيْهَا ثَلَاثاً فَإِنْ رَأَيْتَهَا الرَّابِعَةَ فَاقْتُلْهَا فَإِنَّهَا كَافِرَةٌ .
يَا عَلِيُّ إِذَا رَأَيْتَ حَيَّةً فِي طَرِيقٍ فَاقْتُلْهَا فَإِنِّي قَدِ اشْتَرَطْتُ عَلَى الْجِنِّ أَلَّا يَظْهَرُوا فِي صُورَةِ الْحَيَّاتِ .
يَا عَلِيُّ أَرْبَعُ خِصَالٍ مِنَ الشَّقَاءِ جُمُودُ الْعَيْنِ وَ قَسَاوَةُ الْقَلْبِ وَ بُعْدُ الْأَمَلِ وَ حُبُّ الدُّنْيَا مِنَ الشَّقَاءِ .
يَا عَلِيُّ إِذَا أُثْنِيَ عَلَيْكَ فِي وَجْهِكَ فَقُلِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي خَيْراً مِمَّا يَظُنُّونَ‏ وَ اغْفِرْ لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ وَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ .
يَا عَلِيُّ إِذَا جَامَعْتَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَ جَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنِي فَإِنْ قَضَى أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُمَا وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ أَبَداً .
يَا عَلِيُّ ابْدَأْ بِالْمِلْحِ وَ اخْتِمْ فَإِنَّ الْمِلْحَ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِينَ دَاءً أَوَّلُهَا الْجُنُونُ وَ الْجُذَامُ وَ الْبَرَصُ .
يَا عَلِيُّ ادَّهِنْ بِالزَّيْتِ فَإِنَّ مَنِ ادَّهَنَ بِالزَّيْتِ لَمْ يَقْرَبْهُ الشَّيْطَانُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً .
يَا عَلِيُّ لَا تُجَامِعْ أَهْلَكَ لَيْلَةَ النِّصْفِ وَ لَا لَيْلَةَ الْهِلَالِ أَ مَا رَأَيْتَ الْمَجْنُونَ يُصْرَعُ فِي لَيْلَةِ الْهِلَالِ وَ لَيْلَةِ النِّصْفِ كَثِيراً .
يَا عَلِيُّ إِذَا وُلِدَ لَكَ غُلَامٌ أَوْ جَارِيَةٌ فَأَذِّنْ فِي أُذُنِهِ الْيُمْنَى وَ أَقِمْ فِي الْيُسْرَى فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّهُ الشَّيْطَانُ أَبَداً .
يَا عَلِيُّ أَ لَا أُنَبِّئُكَ بِشَرِّ النَّاسِ ؟
قَالَ عَلِيٌّ (عليه السلام) : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ .
قَالَ (صلى الله عليه وآله وسلم) : مَنْ لَا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَ لَا يُقِيلُ الْعَثْرَةَ أَ لَا أُنَبِّئُكَ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ ؟
قَالَ عَلِيٌّ (عليه السلام) : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ .
قَالَ (صلى الله عليه وآله وسلم) : مَنْ لَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ وَ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ .

*
(تحف العقول : ص10.)
(بحار الأنوار :ج74, ص6466.)