وصايا النبي محمد (ص) إلى الإمام علي (ع)
(المجموعة الثانية)
*
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه) :
"أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ (صلوات الله وسلامه عليه وآله) فَقَالَ يَا عَلِيُّ ، إِنِّي قَدْ أَخَذْتُ لَكَ الْعَهْدَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ ، بِأَنَّكَ خَلِيفَتِي وَ وَصِيِّي وَ أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ مِنْ بَعْدِي ، فَمَثَلُكَ كَمَثَلِ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ يَأْتُونَكَ النَّاسُ وَ لَا تَأْتِيهِمْ ، يَا أَبَا الْحَسَنِ ، حَقِيقٌ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَ أَهْلَ الضَّلَالِ الْجَنَّةَ ، وَ إِنَّمَا أَعْنِي بِهَذَا الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ قَامُوا فِي زَمَنِ الْفِتْنَةِ عَلَى الِائْتِمَامِ بِالْإِمَامِ (عجل الله فرجه الشريف) الْخَفِيِّ الْمَكَانِ الْمَسْتُورِ عَنِ الْأَعْيَانِ ، فَهُمْ بِإِمَامَتِهِ مُقِرُّونَ وَ بِعُرْوَتِهِ مُسْتَمْسِكُونَ وَ لِخُرُوجِهِ مُنْتَظِرُونَ مُوقِنُونَ غَيْرُ شَاكِّينَ صَابِرُونَ مُسَلِّمُونَ ، وَ إِنَّمَا ضَلُّوا عَنْ مَكَانِ إِمَامِهِمْ وَ عَنْ مَعْرِفَةِ شَخْصِهِ ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا حَجَبَ عَنْ عِبَادِهِ عَيْنَ الشَّمْسِ الَّتِي جَعَلَهَا دَلِيلًا عَلَى أَوْقَاتِ الصَّلَاةِ فَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِمْ تَأْخِيرُ الْوَقْتِ لِيَتَبَيَّنَ لَهُمُ الْوَقْتُ بِظُهُورِهَا ، وَ يَسْتَيْقِنُوا أَنَّهُ قَدْ زَالَتْ ، فَكَذَلِكَ الْمُنْتَظِرُ لِخُرُوجِ الْإِمَامِ (عجل الله فرجه الشريف) الْمُتَمَسِّكُ بِإِمَامَتِهِ مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ جَمِيعُ فَرَائِضِ اللَّهِ الْوَاجِبَةِ عَلَيْهِ ، الْمَقْبُولَةِ مِنْهُ بِحُدُودِهَا غَيْرَ خَارِجٍ عَنْ مَعْنَى مَا فُرِضَ عَلَيْهِ فَهُوَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ لَا تَضُرُّهُ غَيْبَةُ إِمَامِهِ".
*
(بحار الأنوار : ج90, ص12.)