ماذا لو اتجه إلينا نجمٌ هِرمٌ إلى مجموعتنا وتحوّل إلى ثقبٍ أسود ؟
حركة النجوم:"
السماء ملأنة بمليارات النجوم ، ويصل بعدها عنا ملايين السنوات الضوئية ، وهى ليست ثابتة بل تتحرك ، ولم تكن حركتها مثْبتة فى الكتب السماوية فحسب ، بل أثبتها علم الفلك القديم والحديث معاً.
تلك المليارات من النجوم تتحرك فى الفضاء الكونى بسرعات مختلفة ، هناك ما هو معروف سبب حركته بقوة الثقالية ، ومنها غير معروف سبب حركته.
والنجوم تتشكّل على هيئة تجمعات نجمية ، منها السريعة والبطيئة حركتها ، وقد يشرد نجمٌ كتلته نحو 4 كتلة الشمس ، يشرد من عائلته أو مجرته بسبب تجاوز سرعته الهائلة سرعة الإفلات من جاذبية مجرته أو عائلته، وقد ينفلت أيضاً بسبب تحوّل إحدى نجوم العائلة النجمية إلى مستعر أعظم فيدفع بالنجم الهارب بعيداً عنه .
والسؤال...
هل من الممكن أن يتحرك نجمٌ مارق إنفلتَ وعقّ تجمعه النجمى كما ذكرتُ تحت تأثير سرعته الهائلة متجهاً نحو مجموعتنا الشمسية ؟
وماذا لو كان فى مراحل عمره الأخيرة فتحول إلى سوبر نوفا ثم إلى ثقب أسود فأحدث خللاً فى نظام مجموعتنا أو التهمها وكسّر عظامها بقوة جاذبيته؟.
علينا أن نجيب إذن ، ونتعامل معه فى البحث المقدم الى سيادتكم.
ما عوامل ضعف وقوة جاذبية الثقب الأسود ؟
نفترض بعد عقوقه انه ظلّ يتحرك إلى أنْ انفجر متحولاً إلى ثقب أسود على بعد ا سنة ضوئية من الأرض وليكن مثلا فى سحابة اورت ثم ثبت مكانه وظلَّ يدور حول نفسه .
مقدارجذبه للمجموعة الشمسية حينئذٍ يتوقف على كتلته ، والمسافة الفاصلة بينه وبين المجموعة، وهذه المسافة المقترحة من عندى قريبة جداً جداً لكى يؤثر فى ديناميكية المجموعة الشمسية بعد بضع سنين ،وانى اتوقع ان بُعد سنة ضوئية وكتلة قدرها 4 كتلة شمسية قادر على احداث خللا فى نسقها التجاذبي فيحرفها عن مسارها حول مجرة درب التبانة ، وقد ياخذ من جسد الشمس القليل على فترات متفاوتة حيث انكم تعلمون ان الثقب يجوع ويشبع .. الم تروا كيف يطلق اشعاعاته من فوق واسفل كلما التهم شيئا ،وبالقطع ان نقص حجم الشمس سيسبب كارثة كونية هذا علاوة على انه قد يبتلعها.
ان جاذبية الشمس لكواكبها تدور فى فلك متسق ، هذا الاتساق يتوقف على عوامل كثيرة تختص هذه العوامل بكتلة الشمس الى كتلة الكواكب التى تدور في فلكها فمثلا لو زادت كتلة الشمس فقد يحدث الخلل او اقتربت من الكواكب او ابتعدت عنها او حتى اسرعت عن سرعتها المعتادة او ابطات كذلك ،، كلهم فى فلك يسبحون باتزان وبمقدار وبوقت وابعاد ،لذلك عندما ياتيها طارق من خارجها كثقب اسود ويتطفل علينا فقطعا سيسبب خللاً.
وقد يبتلع ما حوله فيزداد حجمه وبالتالى تزداد جاذبيته فيكون الامر اشد خطورة ، لكن على كل حال سواء ابتلع ام لم يبتلع او احدث خللا او التهم من جسد الشمس فان الامر سوف يستغرق وقتا طويلا لكى يحدث خللا مؤثرا او يكبر كبرا مؤثرا يفنى فيه الحياة على الكرة الارضية.
وهذا الامر يدعو للتفاؤل فالوقت الذى يمارس فيه الثقب احتلاله ووحشيته واستعماره قد يكفى لان نبحث عما هو قادر على دحره وتحطيمه.
ومن خلال دراساتى اؤكد لكم ان النجم الصغير اذا تحول الى ثقب اسود فانه سوف يدور ويترك فى منتصفه ثقبا دوديا .
ولو كان امامه خاليا فسوف يفنى قبل ان يدمرنا ، يفنى باشعاعات "هوكينغ" هذه الاشعاعات نتيجة ظواهر كمومية.
على كلٍ فهو خطر ويجب وجود حل.
فما الحل؟
هل ممكن القضاء على الثقب الأسود قبل أن يقضى علينا؟
1-بإشعاع هوكينغ الذاتى فى الثقوب :
هو إشعاع حراري تتنبأ الفيزياء بأنه يصدر عن الثقوب السوداء نتيجة لظواهر كمومية.
هوكينغ هو الذي برهن نظرياً على وجود هذه الإشعاعات سنة 1974.
ويعتقد إلى أن إشعاع هوكينغ هو ما يتسبب في تقلّص الثقوب السوداء واضمحلالها ومِن ثَمّ ضعف جاذبيتها وموتها ، شريطة ان تكون الأجرام السماوية بعيدة عن أفق أحداثها.
2-قطعاً إنّ ثقبنا المتطفل متكون من المادة ، لإنه لو كان من المادة المضادة لانفجر وفُنِىَ فى فضاء مجموعتنا الشمسية بعد تصادمه مع كمية متساوية من مادته المضادة ومطلِقا نتيجة ذاك التصادم أشعة جاما.
ونظرياً لو استطعنا أن نحصل على كمية من المادة المضادة وحجزناها فى مصائد متطورة من مصائد بيننج حتى لا تتلاقى مع مادة الفضاء وحملناها على متن محرك يسير بعشر سرعة الضوء نستطيع ان نصل اليه خلال عشر سنوات ونضربه بالمادة المضادة وان جاز التعبير نسميها ثقب ابيض.
ومن المعلوم ان هذا المحرك لم يتم اكتشافه بعد ، ولم تسعفنا تكنولوجياتنا من تصميم محرك كهذا لكنى اعدكم فى رسالة الدكتوراة ان استطيع ان اصمم هذا المحرك ولو بطريقة نظرية قابلة للتنفيذ عمليا على ارض الواقع فى اجيالنا القادمة.
هذا الالتقاء المادة بالمادة المضادة حدث فى الانفجار الكبير ، وقد افنى بعضهما ببعض وسبب وجودنا ان المادة حال نشوء الكون كانت اكبر من المادة المضادة لذ فقد اختفت المادة المضادة نهائيا وبقينا نحن ،، لكن بالعلم قد نستطيع صنعها فى المختبرات ونحملها على المحرك ونركل الثقب اللعين بها فيتحطم او على الاقل يقل حجمه حتى يصبح عديم الخطورة.
وهذه الطريقة نظرية وملأنة بالصعوبات.
ويرجع ذلك إلى أنّ الوقت الذى يستغرقه المحرك حتى يصل الى أفق الحدث لن يقل عن 10 عاماً ارضياً ، ومع ذلك فإنها فترة كافية لتقليل فاعلية جاذبيته قبل أن يجذب الأرض ويلوكها فى فمه.
وليس من السهل توفير سُبل دعم الحياة من شراب وطعام وأكسجين على مركبة فضائية لمدة 10عاماً ،وايضاً ليس سهلاً على رواد الفضاء ان يسْلَموا كل هذه المدة إلا إذا كانوا فى ديناميكية الحركة المعلقة "السبات الفضائى"، وأيضا مركبة تسير فى الفضاء كل هذه المدة بلا أعطال تعوقها لامرٌ مستبعد.
كذلك من الصعوبات هو الحصول على المادة المضادة ، فيعتقد أنها موجودة فى جيوب ما فى الفضاء وجار البحث عنها ولم تسفر عمليات البحث عن شئ ، فحاول الفيزيائيون تصنيعها وما صنعوه على مدى 33 عاما إذا انفجرتْ على طرف إصبعك لن تكون أكثر خطورة من إضاءة عود ثقاب .
3- الوصول إلى الأكوان المتوازية لمقابلة حضارة أرقى منا ...
اذا قُدر لنا بطريقة ما الوصول الى كونٍ متوازٍ لنا أو عدة أكوان ، فلعل حضاراتهم تكون أرقى منا بملايين السنين ، فنجد لديهم طريقة لصنع المادة المضادة أو يرشدونا على جيوبها فى كوننا ، أو حتى يعلّمونا طريقة ما نستطيع بها أن نتغلب على ثقبنا المارق ، فحضارة أرقى منا بملايين المرات قد يرون فى الثقب الأسود دُمية يتسلّون بها.
ولا أجد وسيلة للوصول إلى تلك الأكوان إلا عبور الثقب الدودى المتمركز فى الثقب الأسود.
ومسألة العبور تلك تمثل تحديات هائلة تواجهنا ، لأن نتائجها غير مضمونة بالمرة ، وتداعياتها خطيرة جداً.
كذلك فلابد لنا من معطيات ومواصفات خاصة فى ومن الثقب الأسود وهى :
أن يكون فى مراحل شيخوخته.. ونعلم ذلك بتوقف صدور إشعاعاته للخارج أو قلتها ، إذ يعبّر هذا عن ضعف الإندماج النووى فى نقطة التفرد نسبياً ، مما يسهل لنا العبور عبر جسره ب "حقول قوة" حول المكوك العابر تمثل دروعاً ضد درجة حرارة مركز التفرد.
أن يكون الثقب الأسود من النوع الدوّار .
أن يكون الكون فى حالة تمدد..حتى يسمح بتوسيع الثقب ، إذ أن حجم الثقب لا يسمح بمرور وحدة القيادة ،فحجمه حوالى 25سم.
أن نمتلك ألة زمن.. للتوافق بين موعد فتح الثقب ولحظة العبور ، ويقوم بتوفيق هذا حاسوب متطور على متن وحدة القيادة.
أن يحتوى الثقب الدودي على كمية كافية من المادة الغريبة.. التي قد تكون ناتجة بشكلٍ طبيعي أو تمت إضافتها صناعياً،وتلك المادة تحمى فتحة الثقب من الإنهيار، وهناك محاولات جادة من العلماء لإكتشاف المادة الغربية التى تستطيع أن تبقى الثقب الدودى لفترة تسمح بالعبور من خلاله ، فإذا اكتشفوها أمكننا العبور.
وعند الوصول بالقرب من أفق الحدث لابد أن تنفصل وحدات المركبة ولا يتبقى منها غير وحدة القيادة برائد واحد وهنا يتعطل كل شئ حيث ما يدفعك ليس المحرك بل قوة جاذبية الثقب التى تجذبك نحوها فتسير أنت بسرعة الضوء وتسير عائداً إلى الماضى بسبب تشوّه الزمان ، إذ يتباطأ بسبب سرعتك التى أحدثتها جاذبية الثقب.
وبعد كل هذه التحديات نكون محظوظين إذا عبرنا ، ومحظوظين إذا تحقق بعض ظن العلماء بوجود أكوان متوازية ، وكذلك لو كانت حضاراتهم أرقى منا بملايين السنين ، فقدْ يصل رقيُّهم إلى درجة أنهم قد يتلاعبون بمثل هذه الثقوب السوداء ، ومع كل هذه التسهيلات قطعاً سوف نفجّر الثقب الأسود أو نلهو به.