- انا بالعادة لا احب الأزهار، لا احب الورود، او بالأحرى لا احبها بعيدة عن شجرتها، بعيدة عن الارض التي تسقيها... لهذا اذا حصلت على وردة باي شكل من الأشكال اسارع باعطائها لاي شخص اذا لم اقم باتلافها في لحظتها....
حين تكون على الفراش مقيدا ، حبيس المرض و حبيس المشفى، ساعتك مضبوطة على موعد الدواء، موعد التحاليل، موعد جولة الأطباء...و كل هذا القرف، ستأمل برؤية اي شهص من الهارج، شخص قادم من خارج هذا السجن، لعل و عسى تستطيع ان تستنشق من عينيه غير الملوثتين بروائح المستشفى نسيم حياة و امل.... حتى أولئك الذين كنت تغير الطريق حين تراهم، سوف تستقبلهم بانتعاش بالغ..... ستترقب الزيارة أكثر من الحب... ...
وستتغير تصرفاتك لا محالة.....
حاولت ان احتفظ بالازهار وقتها لاطول فترة ممكنة، عملت كل ما اعرفه عن العناية بالازهار لتتمكن ازهار النرجس التي احضرها خالي ذات يوم من التعمير لاطول فترة ممكنة.... قبل اسبوع كنت انظر لها في صورة باهته من حاسوبي القديم جدا...
_ بالقسم ذاته، بالغرفة المجاورة، كانت هناك فتاة فائقة الجمال، بكمية مبالغة من المايك اب، و شعر حريري، كان بريقه يكشف بالحاح انه شعر مستعار... كانت تأتي لتأخذ علاجا مرة واحدة كل اسبوع.. كان يوم الخميس.. وكان هناك شاب يأتي معها او بعدها، كانا يجلسان في الغرفة و يتبادلان (لا ادري ماذا) كنت لأقول الحديث، لكنهم قالوا غير ذلك... و رفعوا شكوى، و طالبوا بعدم قبولها مرة أخرى... ولم اعد أراها... كانت مصابة بالسرطان... لا يحق لها ان تحب، ان ترتكب الأخطاء، ان تتجمل، ان تظهر انها فاتنة، سعيدة، غير مريضة... وإن فعلت.... فهي لا تستحق العلاج... هل تعرفون من لا يستحق العلاج... انه من ليس بمريض، من يدعي المرض، وهي لم تكن مريضة!!!!!!
لم يكن بمقدوري الكلام يومها، لكن داخلي صرخت بكل انواع السباب على اولائك الاطهار....
اذا لم يكن باستطاعتنا ان نفهم اختلافنا فليس علينا أن نعض بعضنا البعض.... و الا لكان الأفضل لنا لو خلقنا كلابا...