أقرب مما نتصور.. الروبوتات على أعتاب الإطاحة بمستقبل الأطباء
الروبوتات قد تهدد مستقبل الأطباء من البشر وقد يكون ذلك أقرب مما نتصور
الطبيب الروبوت
الروبوت تيانجي
الروبوت تيانجي
يتم استخدام الروبوتات في العمليات الدقيقة
الروبوت شياو يى يسجل 456 نقطة
على ما يبدو أن التكنولوجيا الذكية أصبحت تدنو منا كثيراً وأكثر مما قد نتصوره وقد تقتحم حتى مجالات العناية الطبية، وسيكون هناك "روبوتات" أو رجال آليون وظيفتهم الرئيسية العناية بالمرضى والحالات العلاجية، كما حذر مجموعة من العلماء.
يأتي ذلك بعد أن تمكن "روبوت" روبوت صيني طورته جامعة تسينغهوا امتحان الترخيص الوطني للصين. حيث سجل الروبوت، واسمه شياو يى 456 نقطة وهي درجة متفوقة جداً.
وكان الرئيس شي جين بينغ قد دعا إلى "ثورة الروبوتات" في عام 2014 ووضع خطة بكين للمستقبل الصناعي أطلق عليه اسم "صنع في الصين عام 2025" – وكان من ضمنها تخصيص الروبوتات الطبية من أجل التنمية.
أما أول عملية جراحية أجريت في الصين وفي العالم من قبل "روبوت" والذي يدعى تيانجي فكانت في الأول من يناير من عام 2018، حيث تم اجراء عملية نادرة لإحدى الحالات في العمود الفقري والحوض والأطراف.
لماذا لا يتعرض البشر للإغماء عند الوقوف؟
وكان المريض وانغ البالغ من العمر 42 عاماً الذي تعرض لخدر في ساقيه ويده اليسرى قد خضع لعملية جراحية في المستشفى الأول التابع لجامعة أنهوي الطبية لمدة نصف ساعة فقط ، ومع وجود جروح يبلغ سمكها سنتيمتراً واحداً فقط ونزيفاً محدوداً جداً، ليصبح قادراً على النهوض من الفراش في اليوم التالي والتعافي في غضون أسبوع واحد. هذا أسرع من الجراحة العادية، التي قد تستغرق فترة الشفاء منها بشكل عام من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بسبب احتمال حدوث نزيف أكثر شمولاً.
كما برز امتياز "Terminator" على روبوت متحول على شكل اسمه "T-1000" والذين يعمل الباحثون في الصين على تطوير نموذج مماثل يتحول من خلال استخدام الغاليوم إلى معدن فضي ناعم وبطارية ليثيوم، وعلى عكس T-1000 الذي كان سيستخدم في تنفيذ أعمال شريرة، سيستخدم هذا الروبوت الصيني الجديد بشكل أساسي لعمليات البحث حيث تكون التداخلات البشرية أقل احتمالًا. تجدر الإشارة إلى أن هذا الروبوت الصيني سوف يكون بحجم كف اليد ويعتقد الخبراء أن هذا الروبوت الصغير يمكن أن يستخدم في العديد من المهام الصعبة بما في ذلك البحث عن ناجين تحت حطام الزلزال.
من جانبه صرح دكتور جولدهان من مؤسسة أي تي اتش زيوريخ ETH Zurich بأن الروبوتات قد تنحي الأطباء جانباً في المستقبل المنظور، مما يسمح للمستشفيات بادخار الكثير من تكاليف التشغيل، حيث يصبح طبيب الذكاء الاصطناعي أقل تكلفة مالية من تعيين وتدريب موظفين بشريين جدد، والمميز في "العلاج الطبي من خلال الذكاء الاصطناعي" أنه أصبح متوفراً ويمكن المستشفيات من مراقبة المرضى عن بعد.
في أقرب فرصة، ستصبح وظيفة الطبيب أن يكون مساعداً للأنظمة التكنولوجية فقط"، فارتفاع زخم المعلومات الصحية، من التطبيقات الإلكترونية المتخصصة طبياً، وأجهزة المراقبة الشخصية، السجلات الطبية الإلكترونية، منصات الشبكات الاجتماعية التي تسمح للآلات بجمع أكبر قدر من المعلومات عن أمراض الأشخاص ووضعهم الصحي.
في نفس الوقت الذي لا يتوقف الذكاء الاصطناعي والروبوتات عند قراءة هذه المعلومات فحسب، بل يتعداها للتحليل والتوثيق وتوسعة دائرة العناية والدراية بأمراض الناس وحالاتهم.
ونظرية أن أطباء اليوم أصبحوا أكثر تقارباً من المعرفة وذلك من خلال مواكبة أحدث البحوث الطبية والحفاظ على التواصل والصلة الوثيقة مع مرضاهم هو أمر صعب لا سيما مع هذا الحجم الهائل للبيانات.
أيضاً يعتقد دكتور جولدهان يقول: أن تعامل المرضى مع "آلة" سيكون أسهل بكثير من التعامل مع شخص بشري، وسيمنحهم المزيد من الطمأنينة، كونهم سيكونون أكثر صراحة معهم ولا يشعرون بالخزي أو الاستحياء من الاعتراف ببعض التفاصيل الخاصة.
ويضيف جولدهان: أنه وبالرغم أن العلاج بواسطة الذكاء الاصطناعي المتطور واجه الكثير من الإثارة والتشكيك، لكن برمجة هذه العقول الآلية ستكون مفيدة للغاية.
ويعتقد علماء آخرون ومنهم ستيفن هوكينغ أن تطور الذكاء الاصطناعي وهو أقوى من الدماغ البشري يمكن أن يؤدي إلى زوال البشر!
حيث وفي أحد مؤتمرات الذكاء الاصطناعي، ذكر أن الآلات ووفق ما تسمى نظرية التعلم العميق، قد تتمكن من تعليم نفسها بنفسها وتكون نتيجة تعلمها هذه هائلة.
وتعترف دكتورة الدكتورة فانيسا رامتون والبروفيسور جياتجين سبيناس من المستشفى الجامعي في زيورخ بأن الروبوتات ستكون مفيدة لمساعدة الأطباء، لكنهم في نفس الوقت يؤكدون أنه لا يمكن أن يتم استبدالهم بالبشر أبداً.
حيث توضح دكتورة رامبتون "أن أجهزة الكمبيوتر مهما بلغ ذكاؤها لن تكون قادرة على رعاية المرضى بإظهار الولاء والاهتمام كالمعالج البشري، فهي لا تملك المشاعر ولا العواطف ولا حتى الاهتمام الحقيقي".
كما أن علاج الإنسان للإنسان مثله وما ينشأ عنه من جدليات وحالات قد تكون مختلفة "لا يمكن الاستغناء عنه أبداً"، لا سيما وأن الطب البشري يهتم بنوعية الحياة بعد المرض وأثناءه، وأن الآلة وإن سجلت اعترافات المرضى فهي لا يمكن أن تكون موثوقة بها في التفاعل مع المريض ومنحه إجابات ترضيه على تلك الأسئلة التي تخطر بباله مثل "لماذا أنا" أو "لماذا الآن" أو كيف!
وقالوا: "الشعور بأنهم سمعوا من قبل شخص يفهم خطورة المشكلة والذين يمكن أن يثقوا بهم يمكن أن يكونا مهمين بالنسبة للمرضى. ومهما بلغ تطور الروبوتات فإنها قد تؤدي واجبات اجتماعية محددة أكثر من كونها مشاعر وتفاعلات عاطفية".
ولكن في الواقع، أن مشاركة "الروبوتات في الطب" ليست بالأمر الجديد، فقد شاركوا فعلاً في عدة عمليات جراحية، في السابق من خلال وضع مسامير للعمود الفقري تصل دقتها إلى 99 بالمئة أي 9 بالمئة أفضل من الطرق التقليدية، كما يتم استخدام ما يسمى بنظام "دا فينشي الجراحي الشهير" والذي يعمل على التحكم بتحركات يد الجراح بشكل آلي لتصبح أكثر دقة" وتم تنفيذها على نطاقات واسعة واستخدامها حتى في علاج سرطان البروستاتات وجراحة صمامات القلب.
يتم استخدام نظام دا فينشي الجراحي الشهير (حيث يتم تحويل حركات يد الجراح إلى حركات آلية أصغر حجماً وأكثر دقة) عبر نطاق واسع من الإجراءات، من علاج سرطان البروستاتا إلى إجراء جراحة صمام القلب.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، كان لروبوت يدعى واتسون دور مساعد في تشخيص ووضع خطط علاجية، عن طريق تجميع المعلومات من ملايين التقارير وسجلات المرضى والتجارب السريرية والمجلات، كما أن هناك روبوت يعتبر أول روبوت معالج في العالم، لديه أكثر من مليوني حديث في الأسبوع.
وفي المركز الطبي الوطني للأطفال في واشنطن قام جراحون بتطوير روبوت جراحي (يُعرف بـ STAR) يمكنه خياطة الأنسجة الرخوة، إلا أن بعض الجراحين في المستشفى يقولون إنه لا يزال الطريق طويلاً؛ حتى نتمكن من ابتكار روبوتات لديها البراعة والحساسية والإدراك التام للقيام بالأعمال الجراحية دون تدخل بشري.