التلميذ والأستاذ.. تعادل واستحواذ
صورتان التقطتا أمس من مواجهة الهلال والنصر في الجولة الثانية عشرة من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، التي انتهت بالتعادل 2-2.. في الأولى يحتفل الفرنسي جوميز بالهدف الثاني للهلال، وفي الثانية المغربي حمد الله سعيد بإدراك التعادل لفريقه (الرياضية)
الرياض ـ الرياضية
يأخذ التلاميذ من أساتذتهم العلم والنصح والإرشاد ومعرفة معالم الطريق. يكبر الصغير ويحاول تلمس خطوات النجاح والوصول إلى مرتبة ذلك الذي منحه وقته وجهده وجزءًا من علمه.. شيء من هذا تجلى شاهداً وشهيداً في محيط الرعب.. حينما اجتمع الهلاليون والنصراويون في لقاء أضداد ينتظره الكرويون بشوق وحب وترقب وخوف؛ فقاد خيسوس الفرقة الزرقاء وكان على الضفة الأخرى تلميذه الأسمر هيلدر.. اجتمعا على مقاعد بنفيكا قبل أعوام.. نقلتهما الأقدار والعقود المغرية إلى العاصميين الكبيرين.. جاء خيسوس قائداً يتولى زمام أصحاب القمصان الزرقاء.. فيما استعان النصراويون بهيلدر ليقود صغارهم، ثم اضطروا وسط عاصفة الضغوط الجماهيرية إلى إبعاد الأوروجوياني كارينيو واستعانوا مرة أخرى بهيلدر وبطريقة مختلفة ليتسلم المهمة الطارئة.. ما كانت النوايا أن يستمر حتى مواجهة الهلال.. لكن الزمن يسير سريعاً من أجل أن يلتقي الأستاذ بالتلميذ في عصرية مشمسة داخل ملعب أخضر سمي مجازاً بمحيط الرعب.. تقدم الأستاذ خيسوس بهدفين واستبعد المنطق أن يعود التلميذ ويدرك التعادل.. لكنه بالأرقام فعل أكثر.. استحوذ وهذه لغة يجيدها الهلاليون بخيسوس وغيره.. تعلم التلميذ الدرس جيداً وقاد الأصفر لتعادل سيتحدث عنه التاريخ وستحتفظ به الذاكرة طويلاً.. لو كان خيسوس يعرف اللغة العربية كما يعرف أسرار التكتيك والتدريب لتذكر بيت شعر عربي قاله معن بن أوس قبل أزمنة مديدة لحظة خروجه من المباراة.. يرمق بطرف عين تستشعر النكران صوب هيلدر:
أعلمه الرماية كل يوم ... فلما اشتد ساعده رماني