تاريخ الثقافة العامة
بدأت الثقافة العامة بالظهور بشكل واضح عند بداية نشوء مفهوم المدينةِ عندَ الإنسان حيث كان ذلك قبل 5500 في بلاد سومر، وهي أول مدينة واضحة الملامح، حيث كان يسكن هذه المدينة الكثير من الأعراق المختلفة جاءوا من جنوب شبه الجزيرة العربية “اليمن” وكردستان وشمال سوريا وجنوب لبنان وفلسطين وأعراق أخرى، بالإضافة إلى السكان الأصليين “السومريين” كما كانت بارزة في التجارة والصناعة والزراعة واللغة والتقاليد الشعبية، حيث كانت تحكم المشهد المكاني بالمدينة عن طريق أساليب الحكم وتقسيم الأسواق التجارية والفكر السائد للمدينة.
تعريف الثقافة العامة
هي مجموعة من الأفكار المشتركة من العادات والتقاليد والقيم والمعايير والأنظمة الاقتصادية والسلوكيات واللغة الذي توجد داخل مجتمع ذات الثقافات الفرعية ضمن منطقة جغرافية محددة، كما تعرف أيضاً بالفكر السائد أو ثقافة المدينة، حيث تمتاز دائماً بوجودها داخل المدينة فأفراد المجتمع من ثقافات فرعية وأعراق وجنسيات مختلفة كما يشكل ذلك في بناء صبغة ثقافية خاصة جراء عملية الاختلاط والاندماج الثقافي والعرقي الواسع داخل المدينة، كما يؤثر في ذلك طبيعة السياسة أو إدارة المدينة والقوانين الدستورية في تشكيل هذه الثقافة العامة عند الأفراد، فالثقافة العامة بمثابة الرأي العام في انتشاره وتبنيه ولكن على فترة زمنية طويلة.
يوجد بالمدينة الكثير من الثقافات الفرعية وتكون غالباً قادمة من القرية أو مدينة أخرى، كما أثبتت الدراسات الأثنوجرافية والديموغرافية أنه بالنادر ما يتواجد ثقافة عامة داخل القرى وإن وجد فقد يكون في القرى الكبيرة، حيث بالعادة تحصل القرية على ثقافة واحد أصيلة نوعاً ما، فإن ذهبت مجموعة أفراد من هذه القرية إلى المدينة وقد استقروا فيها لمدة زمنية طويلة تسمى حينذٍ بالثقافة الفرعية، وتؤثّر وتتأثر هذه الثقافة الفرعية بالثقافات الأخرى بالمدينة لكي يُخلق في أخر المطاف جراء عمليات التأثير الثقافات الفرعية المتعدّدة بما يسمى بالثقافة العامة.
خصائص الثقافة العامة
توجد خصائص تميّز الثقافة العامة نتجت من خلال عمليات المواكبة بين الثقافات الفرعية مع بعضها البعض، وهي:
- متغيرة: ويعني ذلك أنها ليست ثابتة ويرجع السبب إلى قدوم متزايد لثقافات أخرى إلى المدينة مما يتيح التغيّر في الثقافة العامة.
- متجانسة: إن الثقافة العامة تعمل على توافق واندماج الثقافات الفرعية بشكل جيد وذلك يكون للضرورات المواكبة والتعايش السلمي.
- مواكبة: يمكن لها أن تتواكب مع متغيرات محدثة بشكل أسرع بكثير من استجابة الثقافة الفرعية للمواكبة.
- معولمة: بالغالب تكون ثقافة المدينة معولمة أي أنّها مصبوغة بصبغة الحداثة العالمية المشتركة بمختلف دول العالم.
- مجهولة الهوية: لا توجد هويّة واضحة لها بسببِ تعدد الثقافات والأعراق والجنسيات المختلف؛ لأنّها نشأتْ جرّاء اندماج الثقافات المتعددة.
منقول