"لَم تَكُنْ ضَفِيرتَاكِ مِنَ ذَهَبٍ،
وَلَا عَينَاكِ مِنْ مَاسٍ،
لَم تَكُنْ شَفَتَاكِ مِن يَاقُوتٍ:
خَدَّاكِ مَا كَانَا وَردَتَينِ نَضِرَتَينِ؛
وَلَا أَسنَانُكِ مِنَ العَاجِ:
وَلَا جِلدُكِ
الَّذِي يُغَمِّدُ
الجَسَدَ الشَّهِيَّ
مِنَ المَرمَرِ
أَنفَاسُكِ لَيسَتِ الشَّذَى العَرَبِيَّ،
وَلَو كَانَ لِمَنزِلَتِكِ أَن تُقرَنَ بِمَا تَجِيءُ بِهِ الأَرضُ،
لَنَزَلَتْ تِلكَ المَنزِلَةُ.
قَد تَكُون عَشِيقَاتُ آخرِينَ كَذِلَكَ، لَكنَّ عَشِيقَتِي،
لَا شَيءَ أَرضِيَّ فِيهَا
ضَفِيرتَاكِ شُعَاعَانِ يَنطَلِقَانِ مِن شَمسَينِ؛
وَكَذَلِكَ عَينَاكِ:
شَفَتَاكِ رَحِيقٌ إِلَهِيٌّ رَقرَاقٌ لَهُ شَكلُ شَفَتَينِ،
لَا بَشرَ يَلمِسُ شَفَتَيكِ، وَحدَهُ الإِلَهُ يَلمِسُهُمَا
وَالقِرمِزِيُّ السَّاكِنُ فِي خَدِّكِ
(الخَدّ الَّذِي يَفُوقُهُمَا كِلَيهِمَا)
يُقَارِبُ خَجَلَ رَبَّة الفَجرِ،
وَتِلكَ الحُمرَةُ السَّاطِعَةُ
حِينَ تَنشُرُ عَبَاءَتَهَا رَسُولَةُ الآلِهَةِ فِي السَّمَاءِ.
وَبَيَاضُ الأَسنَانِ يَعلُو فَوقَ بَيَاضِ البَجَعِ الأُسطُورِيِّ،
وَجِلدُكِ يَنمُو عُشبًا إِلَهِيًّا خَالِدًا، وَأَنفَاسُكِ
تَصعَدُ بِهَا الرِّيحُ خَاطِفَةً مِن شَفَتَيكِ المُطبِقَتَينِ
نَحوَ السَّمَاءِ فَأَنفَاسُكِ شَذَى الآلِهَة.
يَا رَبَّةٌ جَمِيلَةٌ، مُجَلَّلَةً بِأَجمَلِ الصِّفَاتِ،
وَاحِدَةٌ بِلَا نِدٍّ،
كُونِي رُوحًا جَمِيلَةً، فَاتِنَةً، صَادِقَةً كُونِي"
واحدةٌ بلا ندّ
توماس كري