في المقهى المطل على الشارع ورغم ضجيج السيارات، وصوت مكائن الحداثة.. يمكنني تتبع موسيقى ملحمية تصدر حولك بينما تمشين بغرور، لست مريضاً يعاني من هلاوس سمعية، أنا قنّاص التفاصيل الصغيرة.
في المقهى المطل على الشارع ورغم ضجيج السيارات، وصوت مكائن الحداثة.. يمكنني تتبع موسيقى ملحمية تصدر حولك بينما تمشين بغرور، لست مريضاً يعاني من هلاوس سمعية، أنا قنّاص التفاصيل الصغيرة.
أنا لست نبياً
هذه الخطيئة في قصيدتي
لن تخرجني من جنتك
تلك اليد الشهوانية لن تقد قميصي
وهذا المطر الغامر في أسئلتي لن يصبح طوفاناً
واصبعي اليابس كعصا هذا لن يشق نهراً في قلبك
فأنا لست نبياً
تلك السماء لا تعتني بي
وذلك الطائر الغامض لا يبادلني الرسائل
هذا الجبل المنتصب في أوهامي لن يفجّر في صوتي وحياً
وتلك القصيدة الموزونة التي راقصتني قبل الفجر لن تصبح أغنيةً خالدة في المعابد
تلك الجموع لا تتآمر علي..
وذلك البؤس الموشوم في يومياتي لن يصبح شأناً عاماً
فأنا لست نبياً
لم تكن جميلة للحد الذي يجعل رجلاً يجن، لكنها كانت مذهلة للحد الذي يجعل مجنوناً يعقل، إنها امرأة تحوّل العادي لنبي.
أخوض معاركي الوجودية وحيداً مثل كيس ملاكمة يمرّن ذراع العالم، ويتفادى هزيمته كل يوم في صندوق الله الكوني هذا!
أفرغ الأيام من محتواها، وألقي بها علب سردين فارغة في الذاكرة، هكذا أفعل عندما أفتقدك.. قط محاط بعلب سردين فارغة تمثّل أيامه.
وعندما أفتقدك لا أفتقدك بطرق عادية طبيعية إنسانية، إني أفتقدك بكل أشكال المشاعر، شعور المعبد القديم الذي تحول مع الوقت لمتحف آثار، وفقد كل معانيه الأسطوريةأفتقدك افتقاد مقبض الباب لبصمات شخص يعرفه جيداً، أنتظر كفاً نديةً، فلا يأتيني سوى موسم الصدأ الرطب.
أفتقدك بمعنويات كسيحة عرجاء، وحفرٍ مترامية تتظاهر بأنها طريق.. أفتقدك وهذا ما يجعلني مرمياً في خط الزمن مشوّه الملامح بلا أي تعريف ظرفي يصف مكاني وحالتي.
محاطٌ بجلد الذات وتقديسها في آن واحد، أغوص في أعمق قيعان الذاكرة باحثاً عن طفلي القديم ملطخاً بالطين والتساؤلات الضخمة غير المحلولة
ما زلت أنتظرك، وأتخيل وجهك يحتل مكان الشمس، وما زلت أنتظر قمرك المضيء يطوف حول أرضي الخرِبَة.تعرفين عنواني، والمقاهي التي أرتداها، ويمكنك أن تكوني صافية النية لمرة واحدة فقط، لتخلقي بيننا صدفة مقصودة ومخطط لها جيداً.
في زاويةٍ السماء أجلس وحدي أؤرجح قدميّ
وأضحك،
أرمي الحصى
وأصطاد الشتائم المحلّقة،
بعدها باب الكوخ مفتوحه