مرحباً مجدداًكيف حالك اليوم؟
أو غداً أو البارحة أو بعد دقائق عندما أضع نقطتي الأخيرة على سطرنا
كوني بخير أو تظاهري بذلك، لقد اعتدتي التظاهر دائماً، تتظاهرين بالسعادة، تتظاهرين بالخوف، تتظاهرين بالحب، أنتِ قائمة احتيالات لا تنتهي، لوحة موناليزا رائعة ومزيّفة، رُسِمت بأحبار مسروقة
كوني بخير!
ليس من أجلي بل من أجل رسائلي السابقة، الرسائل التي لم ولن تفهميها، تلك الرسائل التي تبدو كجنود ينهارون تباعاً في حرب لا تنتهي، حرب مع وجهك الذي لطالما كان معضلتي الكبرى، هذه ربما ستكون آخر رسالة أرسلها للريح، رسالة تختفي في الهواء كدخان سيجارة بيد رجل قُتل للتو.
أهرب من وجهي الذي يذكرني بقبلاتك، من ذقني الذي يذكرني بيدك، من كلماتي التي تذكرني بانفعالاتك، من الموسيقى التي تزفك في رأسي راقصة كأفعى تفح، أهرب من هذه المدينة المكتئبة التي مشطنا أرصفتها سوية، أهرب من آثارك فيّ، علاماتك، بصماتك، أوشامك، لمسة الشحوب، وحزن صوتي، أهرب من ذاكرتي
يلاحقني وجهك كمجنون مسلح
يحتلّ ذاكرتي
ارقصي..
و دعيني استرجع ثقتي بالزلازل والمعجزات والكتب
كانت تقبلني كإله يخلق كائناً جديداً
تنفخ في فمي الروح ثم تتركني للعالم يتلاعب بي
سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم
وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ