في غَمرةِ التّيهِ لا سورٌ ولا بابُ
عُريٌ وليس سِوى الأجسادِ أثوابُ
في غمرةِ التيهِ لم تحفلْ بنا رئةٌ
وفي الصدورِ دخانُ البعدِ ينسابُ
لم تشتهينا قُرى الأفراحِ سنبلةً
ولم تغازلْ خُطانا ثَمَّ أعتابُ
مُعتّقٌ صوتُ هذا النّايِ في دَمِنا
ونُوهمُ النفسَ أَن النّايَ كذابُ
"وفوق رأسه تطوّف صرخته الأخيرة التي ليس لها أحد تحطُّ عليه"
رنيه دومال
"لو كان لي فقط كلبٌ،
لانشغلَت به هذه الغربانَ المتجمهرةَ
في فنائي.
لو أنّ ساعي البريد فقط توقّف عند صندوقي،
لوقفت في الشارع أقرأ رسالة
تحسدونني جميعكم عليها.
لو أنّي فقط امتلكتُ سيارةً جيّدة،
لسافرتُ إلى الشاطئ ذات نهارٍ شتائيّ
وجلستُ أرقبُ الموجَ
وهي تحاولُ أن تؤذي الصخورَ الهائلة
ثم تتفرق كالفئران بعد كلّ محاولة.
لو كانت لي فقط امرأةٌ تطهو من أجلي
حساءً ساخنًا في الليالي الباردة
وربما تخبز كعكة شوكولاتة
نأخذ منها قطعةً معنا إلى السرير
نتقاسمها بعد فعلِ الحُب.
لو كانت لي فقط عينان تُبصران أكثر،
لقرأتُ عن عصافيرَ تهاجر،
تقطعُ براحَ محيطاتٍ وصَحارٍ،
وعَن حاجتها للعودة إلى هذه المزبلة
وقد زارَت بلادًا دافئةً وغريبة".
عصافير مهاجرة
تشارلز سيميك
"يمكن لك رؤية السماوات
تتوالى، سماء بعد أُخرى
بأقدامنا العارية.
نحتفي دومًا
بأننا تعارفنا.
يمكن لك رؤية إشراقات شمس
ومغيبها مرارًا
كما تشاء.
ذهاب أسراب الطيور
وإيابها.
يمكن لك رؤية الأنهار الغزيزة
أو بلا مياه مجاريها،
بينما السمكة الأخيرة،
تطلق أولى زفراتها
في الفردوس.
أنت وأنا نحتفل دومًا
بأننا ولدنا.
وسنضحك
من مآسينا".
احتفال دائم سيرخيو أ. رودريغيث
"تُمْطرُ بهدوء ناعم في قصيدة
والمدينةُ نائمةٌ قريبا هناك مثل كلب،
أشياءُ تمرّ وأخرى تعود
هناك كلماتٌ مُثْقلَةٌ بالشّمس
تقول بِروعةٍ الفَرْوَ السّرّيّ لامرأةٍ
وهناك كلمات أخرى طافحةٌ بالضباب حتى اليقظة
تُمطر بهدوء حتى كأنه عالمٌ آخر ربّما
يُشبه العالم لكن بلا عجلةٍ ولا خيلاء
هو داخل النفس مثل قطرات صمتٍ.
مصباحٌ ساهرٌ في الليل، قلبٌ ما زال
مسكونًا بالإيمان
شخصٌ يصنع حكايته فيما وراء الغضب والضجيج".
كلماتٌ مُثقلةٌ بالشّمس
كلود إستبان
أنتِ ثروتي الأكيدة..
أنتِ كلُّ ما نهبتُ من حياةٍ يرفسها الزلزالُ ، بين مرةٍ ومرةٍ ، غيرأن الحروب ، غير أن الإفلاس..
لأنكِ شاسعة ٌ لن يجدكِ أحدٌ ، إلا كما يجد الفارسُ ، ساعة سقوطه ، ساحة المعركة .
ـ الذين وجدتَ أنهم ضعفاءٌ جدا ، وليست لهم القدرةُ على قتالكَ ، فرفعتَ رايتكَ البيضاءَ : فتحتَ أبوابَ حصونكَ كلِّها ، ورميتَ على طريقهم كلَّ المفاتيح ، كي ينهبوك تماماً ..
الذين ما تقدموا قيدَ أُنملة أبدا :
كنتَ سخياً في استدراجهم ، وكانوا بخلاءَ ، حتى في احتلالكَ !
فنجان