"أنا الطائر الذي يقرع نافذتك كل صباح
وصاحبك، الذي لا يمكنك معرفته
الأزهار التي تضيء للمكفوفين.
أنا قمة الجبل الجليدي المدهش فوق الغابات
وصوت أجراس الكاتدرائية.
الفكر الذي يأتيك فجأة في منتصف النهار
ويملؤك بسعادة متفردة
أنا من أحببت منذ فترة طويلة.
أمشي جنبًا إلى جنب منك كل يوم وأنظر إليك باهتمام
وأضع فمي على قلبك
وأنت لا علم لك بذلك
أنا ذراعك الثالثة، وظلّك الثاني
الأبيض
الذي لا تملك له قلبًا
والذي لن ينساك أبدًا".
الملاك الحارس
رولف جاكوبسن
"عند موتي لن أدع أحدًا يغسلني
وحدهن النساء سيتكفلن بذلك
سأستسلم لعيونهن الجميلة
ليفرغن أذني من آخر ما سمعت من كلام
ليمسحن عن شفتي
آخر الكلمات التي تفوهت بها
ويمحين الصور من عيني
والهموم من جبيني
ليشبكن ساعدي فوق صدري
مثل أكمام
قميص مكوي
ويمسحنني بزيت عاطر
حتى أتوج ملكا للموت ليوم واحد
طبيعة ميتة خلابة من القرون الماضية
طبيعة ميتة بالكامل خلفها منظر
من المخمل الغامق
ستدغدغن فتحات جسمي بريشات
للتأكد من كوني قد فارقت الحياة
سيمسحنني في حالة من البكاء والفرح
سيمسحنني للمرة الأخيرة
مسحًا سيؤثر من خلالي على العالم كله
إلى حدود آخر يوم
ستتلو إحداهن صلاة الرب المفعم بالحب
ستنشد بصوت عذب لربّ الأرحام
لتذكيره أن الموت يخرج من الأمهات
حب الحقيقة
رحم الحقيقة، حب الحقيقة، نعمة الحقيقة
أقسم بحياتي، أن هذا ما أرغب فيه عند موتي
أقسم بحياتي".
ما أرغب فيه عند موتي
يهودا عميخاي
قبل أن تبدأي عتابكِ وتطلقي شتائمك
احرصي على أن تكون المواجهة عادلة
قومي بتبديل ملامحكِ مثلا
احجبي عينيك
وضعي قناعا على وجهك
تخلي عن فستانكِ الأسود
وغرورك السام
وإياكِ أن تضعي يديك على خصرك
ثم سنتشاجر ونتراشق بالكلمات معا
إنه من غير المنصف
أن تحضري أسلحتكِ الثقيلة
أمام رجل أعزل.
عمر محمد
الحب
هو أن تجعليني - كقنفذ- ارتدي جلدي بالمقلوب.
أنا ضحّية ضحكتكِ وصوتكْ !
ليل ونافذة تضاء تغشى رؤاي
وأنت فيها ثمَّ ينحل الشعاع
في ظلمة الليل العميق
ويلوح ظلّك من بعيد وهو يومئ بالوداع
وأظلّ وحدي في الطريق
"السياب"
"
وهكذا يحدث أحيانًا
أن يأتي الربّ إلى نافذتك،
بكل إشراقه النوراني، وأجنحته السوداء
وتكون أكثر تعبًا من أن تنهض وتفتحها".
دوريان لوكس
بالتدريج نتعلم أسلوب الحياة الذي قاومت به الأشجار كل شيء: العزلة.