ثمة أشياء عديدة ذات جاذبية في المرأة، مرئية وغير مرئية، تختلف درجاتها على حسب المرأة ذاتها وماتحمله من كنوز بظاهرها وباطنها، وعلى حسب الإهتمامات المختبئة خلف النظرة التي تتفحصّها، تختلف المواطن أيضاً من امرأة لإخرى، قد تفتنك عينيّ إحداهن، وقد يفتنك عنق أخرى..
لكن ثمة شيئ يهزّ ثباتك في كُل امراة، ثمة مشهد لاتتجاوزه، تظل مهووساً به إذا ما رأيته أمامك، حتى في اللواتي تصنعهنّ في مخيلتك.هذا ما أؤمن به عندما أرى امرأة ترقص، أي امرأة، وأعني بذلك جميعهن، عند رؤيتي فوراً لذلك المنظر أثمل بمشاهدته، لا أتجاوزه أبداً..
لايمكنني ذلك، كلّما ملتُ بعيني من مكان سلبها آخر، الشعر المهمل، والعنق الملتوي، واليدان المتطايرتان، والاقدام التي تستطيع تجاوز المياه مشياً والنيران كذلك، لايمكنني أبداً الهرب من مشهد كهذا..
هؤلاء النسوة اللواتي قصدتهنّ يوماً في نصٍ من الخيال "يرقصن كما لو أنهنّ يخيطن جراح العالم".
لدي إعتقاد أيضاً بأن حين تهزّ المرأة خصرها تتساقط منها عيوبها ومساوئها لتبدو أكثر كمالاً ورونقاً -على الأقل- لتلك الفترة الزمنية الخالدة..
ما أودّ أقوله للنساء أخيراً أن تمايلهن هو مايحفظ توازن العالم، وأن كُلّما رقصت امرأة فأنها بذلك تضع ضمادة في مكان ما منه، فارقصن كي لانموت من فرط الجراح..