الآن والعالم يستيقظ بكامل عصافيره و قصصه و حروبه،
يراودني سؤال
أودّ لو أضعه على طاولة إفطارك :
بأيّ موسيقى ستغسلين وجهك هذا الصّباح؟!
قيس عبد المغني
"لغة أخرى لا ألفباء لها
يستخدم فقط خوف عميق في عقله، وفي قلبه، ساحبًا بخيطٍ من حياته كلبَه المشاكس.
إلى أيٍّ من شوارع اللامكان يذهب
أحيانًا سيثير بعض الشفقة
لمَن يرى وهو يمرّ قربه مستعجِلًا:
أَفرِشة وكوب ماء ومشطاً
موضوعة على الرصيف
وكعكة تنقدها الحمامات على التراب
وهو - غريب عن نفسه - مستلقيًا
ينظر بعينين مغلقتَين أكاذيب الأحلام
في ضوء النهار الشديد
ظلام".
"أيها الولي الشفيع
زرني اليوم
وفي هذه الليلة المروعة
طمِّني في هذا الهذيان.
أعطني القوة للصمود
هذه الليلة الطويلة والليالي القادمة
التي ستكون أطول وأحلك.
أيها الولي الشفيع
بينما يتحول هذا الشفق إلى لون الرماد
تعال وأعطنا الخبز
وحنانك اليقين
الذي يجري في دمي،
ذلك الشيء الذي لن أعيش بدونه
إلى أبد الآبدين".
"لتصلّي، تشرّعُ نَفْسَكَ كاملاً
للسماء، والأرض، والشمس، والقمر،
ولصوتٍ كليّ واحد هو أنتَ.
واعلمْ أنّ هناك
ما لا يمكنكَ رؤيته، ولا يمكنكَ سماعَه،
ولا يمكنك إدراكه إلّا في لحظاتٍ
تنمو باطّرادٍ، وبلغاتٍ
ليست دائماً سليمة،
وإنما هي دوائرُ أُخرى للحركة.
كالنَّسْر صباح ذلك الأحد
فوق “سولت ريڤر “،
حين حلّق في السماء الزرقاء
في مهبّ الريح، التي كَسَحَتْ قلوبَنا ونظَّفتها
بأجنحةٍ مقدّسة.
إنّنا لَنَرَاكَ، ونرى أنفسَنا وندركُ
أنّه علينا توخّي أقصى درجات العناية
واللطف في كلّ شيء.
تنفسْ مدركاً أننا خُلقنا من
كل هذا، وتنفسْ مدركاً
أننا مباركون حقاً لأننا
وُلِدْنا، وسنموت قريبًا داخل
دائرة حقيقية للحركة،
كالنَّسْر الذي يحوّمُ في الصباح
داخلنا.
إننا نُصلِّي كيما يتمُّ ذلك
بجمالٍ،
بجمال".
ويلومني بعض الأنام لحبها
أيُلامُ مرزوقٌ على الأرزاقِ ؟
الله يرزقك بوحدة احلى منها
كاهل الطين الذي انهكه تعب الوقوف ..
يمنح الجرف نية الوقوع في حضن النهر ..