أكتظُّ بالحيرةِ
لاموطئَ لعقلي
في حشدِ العراةِ
من اتّزانهم...
قد يسقطُ الصَّبرُ من يدي
يتشظَّى في قاعِ الإنتظارِ
رغمَ أزيزِ الذكرياتِ
في سراديبِ مجراتي
وقضبانِ صدري المتآكلةِ
بصدأِ الحنينِ...
وأكفِّ الدعاءِ المتعبةِ
أحاصرُ عطشي إليكَ
كصَّبارٍ اسطوري
وأدَّعي أنّي نيسانٌ
على امتدادِ قارَّةٍ موحشةٍ
من المفرداتِ الذابلةِ
غزالُ دمي في عروقكَ
يتأهَّبُ للتمردِ
لايأمنُ كسلَ الذِّئابِ
ولايراهنُ على الرِّماحِ القتيلةِ
أهلَّة الأعيادِ تَفلُّ
جدائلَ الحزنِ
تسبيها بذاءةُ الهجرِ
وتفرُّ مني منابرُ النشيدِ
يغادرُ الهدوءُ
دونَ إذنٍ مسبقٍ
وصفقُ الأبوابِ يؤرِّقُني
كثيرٌ مِنَ الكلامِ لكَ
وقليلٌ مِنَ السطورِ الآمنةِ
وأنتَ وطنُ الحكايةِ المرتحلُ
تجفِّفُ السَّماءُ غيمَها
وينكسرُ كبرياءُ المطرِ
لاضير....
احتفظُ بقليلٍ من نبيذِكَ
وبكثيرٍ من ماءِ الوجهِ
لألفٍ عجافٍ
أرتقُ عطشَ الدروبِ
بندى صباحاتِكَ القليلةِ
أجوبُ شوارعَ الشوقِ
بقدمين عاريتين من الوقارِ
عناقيدُ الجمرِ
على داليةِ العمرِ أينعَت
ولوثةُ الحروفِ في الهزيعِ
الأخيرِ منَ العقلِ
تضيعُ مني مفاتيحُ الجهاتِ
يزهرُ لهاثُ الهذيانِ
وكلَّما دونتُكَ
على رمالِ العتبِ
يطيحُ البحرُ بممالكِ الكلماتِ
وتحومُ أسرابُ الّلغةِ المشاغبة تبحثُ عن يدي
لتستريحَ...
عن آنيةِ الحروفِ لتشربَ
يدي الّتي نسيتُها
في يدِكَ حينَ مضّيتَ
آخرَ مَّرةٍ...
وكلُّ جنونِ الحبرِ تركتهُ
في حجراتِ قلبكَ
ماذا لو أيقظني هديلُ قصيدةٍ؟!!
كيفَ تركتَني ياهذا
بلا يدٍ ولاحروف؟!!.
سليمان أحمد العوجي.