باشر مركز إنعاش الأهوار والأراضي الرطبة بالتعاون مع مؤسسات حكومية من بينها مركز علوم البحار في جامعة البصرة، الثلاثاء، بتنفيذ مشروع لتشجير السواحل العراقية المطلة على الخليج بنوع مستورد من الأشجار غير المألوفة محلياً من أجل تثبيت التربة وإثراء التنوع الاحيائي في البيئة الساحلية.

وقال المهندس الاستشاري والخبير الزراعي علاء البدران في حديث لـ السومرية نيوز، إن "مركز انعاش الأهوار والأراضي الرطبة باشر بالتعاون مع مركز علوم البحار وكلية الزراعة والشركة العامة للموانئ ومديرية زراعة البصرة بتنفيذ مشروع يقضي بتشجير السواحل العراقية المطلة على الخليج بأشجار (المانغروف)"، مبيناً أن "هذا النوع من الأشجار لم تألفه البيئة العراقية من قبل، وقد تم استيراد البذور من إيران وعُمان، وتم انباتها في مشاتل تابعة لمركز علوم البحار وكلية الزراعة تمهيداً لنقل الشتلات تباعاً الى مواقع زراعتها في قضاء الفاو".


ولفت البدران الى أن "المشروع ينفذ بالاستفادة من تجارب دول من ضمنها سلطة عمان، والعراق تأخر في نقل التجربة، حيث سبقته دول الخليج بأكثر من عشرين عاماً"، مضيفاً أن "المشروع ينطوي على فوائد بيئية لا يستهان بها، حيث أن أشجار (المانغروف) تساعد في تثبيت التربة ومنع تآكل الشريط الساحلي بسبب التيارات المائية، كما تعد موئلاً للطيور المهاجرة وأنواع من القشريات والأسماك، وكذلك تؤدي الى توسعة الغطاء النباتي مما يسهم في تحسين البيئة".

وأشار البدران الذي كان نقيباً للمهندسين الزراعيين في البصرة الى أن "أشجار (المانغروف) سوف تشكل غابات يمكن الاستفادة منها كمناطق للجذب السياحي على غرار ما موجود في دولة الإمارات والعديد من دول شرق آسيا".

يذكر أن الأيكة الساحلية أو المانغروف (Mangrove) هو اصطلاح يطلق على الأشجار التي تعيش في البيئات الشاطئية أو الساحلية المالحة، وهي تتألف من 100 نوع تنتمي الى 18 فصيلة و23 جنساً موزعة حول العالم في المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية، وبخاصة المناطق الساحلية في مناطق الكاريبي وجنوب شرق آسيا، اما في الدول العربية فتوجد ثلاثة أنواع من الأيكة الساحلية (المانغروف) أبرزها نبات القرم (يسمى الشورى في مصر والسودان)، وهو يتميز أيضاً بقدرته على تحمل الملوحة ومقاومة درجات الحرارة العالية.