"ساعتين تشيب اللي حضرها.. مطلع الجدي من روضة مهنا"، هكذا فاضت قريحة شاعر العرضة محمد العوني في مطلع قصيدته مسجلاً إحدى أهم المعارك في التاريخ السعودي الحديث، بعد الانتصار الكبير للملك المؤسس عبدالعزيز.
وتأتي أهمية #روضة_مهنا لاحتضانها وقائع المعركة الشهيرة التي قادها الملك عبدالعزيز ضمن توحيد البلاد في 12 أبريل/نيسان 1906، والتي شهدت انتصاراً كبيراً لجيش الملك عبدالعزيز. والموقع لا يزال يحمل نفس الاسم منذ أن وطئته أقدام الجيش السعودي قبل نحو 112 عاما لتبدأ سلسلة توحيد #السعودية تحت راية واحدة.
ولا يزال الآباء يرون قصة "روضة مهنا" للأبناء، باعتبار الموقع من أميز المواقع للرحلات البرية التي يقصدها الناس مع هطول الأمطار كل عام، حيث تجتمع المياه وسط كثبان الرمل من نفود الثويرات الواقعة شرق #القصيم، وتفصل بين الزلفي والقصيم، في واحدة من أشهر الكثبان الرملية في السعودية.
بحيرة روضة مهنا
ويمتلأ القاع أسفل الكثبان الرملية لتسلك المياه بين الرمال مشكلةً أخاديد ذات جمال آخاذ، وتصفي حبات الرمال مياه الأمطار العكرة لتصبح شديدة الزرقة بين رمال الثويرات.
وتعد روضة مهنا أحد البحيرات الشهيرة مع الأمطار، وتستمر لعدة أشهر ويقصدها الرحالة ومحبو بحيرات الرمال، حيث تشهد المنطقة موسم تخييم كبيرا.
ويستثمر عدد من الشباب فرصة تجمع المياه ببناء المخيمات وتأجيرها للراغبين، وتصل أسعار بعض المواقع لأكثر من 2000 ريال لليوم الواحد، بحسب الموقع وتجهيز المخيم. وتشهد جنبات البحيرة الرملية المؤقتة نهاية الأسبوع تواجدا كثيفا من قبل الزوار الراغبين في قضاء يوم وسط الرمال والمياه.
ووثّق عشاق التصوير مياه الأمطار في روضة مهنا بشكل مختلف، والتقطوا صوراً جسدوا فيها كثافة الزوار. وفي هذا السياق، يقول عدوان العدوان، أحد المهتمين بتوثيق الأمطار وتجمعات المياه: "التقطت العديد من الصور الفوتوغرافية لروضة مهنا عبر التصوير الجوي وأخرى متعددة الاحترافية الضوئية".
وأضاف العدوان: "روضة مهنا محط أنظار هواة التصوير، خصوصاً في مثل هذه الأوقات التي تكثر فيها الأمطار، وتنتعش بحضور كبير من الزوار. كما ينقل العديد من المصورين الهواة وكذلك الزوار آلاف الصور لروضة مهنا. بدوره ينقل المصور عبدالله العمير صوراً تجسد روعة روضة مهنا".
كثير من المستشرقين ذكروا روضة مهنا في كتبهم، خلال زياراتهم لها أو في توثيق الحدث الشهير في الجزيرة العربية بعد انتصار جيش ابن سعود في تلك المعركة على أقوى خصومه، وإطلاق لقب "سلطان نجد" على الملك عبدالعزيز بعد تلك المعركة.
وقد ذكر لوريمر تفاصيل تاريخ روضة مهنا في كتبه، وكذلك أمين الريحاني في وصف أحداث معركة روضة مهنا بالاسم.