قصة حب بين ثنائي يستعد لقضاء عيد الحب هذا الأحد بعد أن فرّقتهما الحياة وظروفها القاهرة 70 عاماً.
سعيد الحظ هو نورود توماس (93 عاماً)، أميركي الجنسية، وصل الأربعاء الفائت إلى مدينة أديليد -Adelaide في ولاية جنوب شرق أوستراليا للقاء جويس دورنات موريس (88 عاماً) التي أسرت قلبه أيام الصبا وتحديداً منذ 70 عاماً.
وعرضت جريدة "لو فيغارو" الفرنسية في عددها الصادر في 10 شباط تفاصيل نقلتها صحيفة الغارديان "نظريتها البريطانية" أن "كاميرات تلفزيون القناة العاشرة الأوسترالية نقلت "للسادة المشاهدين لقاء الحبيبين الرومانسي. ووصفت الصحيفة شغف اللقاء أمام عدسات الكاميرا كالآتي: "تعانقا بحرارة كأنهما لم يفترقا يوماً، وتبادلا نظرات حب عكست شوقه كلٍّ منهما اللامتناهي للآخر". وعلق نورود بعفوية قائلاً: "هذا أجمل ما يمكن أن أصادفه في الحياة، لا بل أجمل ما حصل معي في حياتي كلها". أما جويس فأعلنت باندفاع لافت أننا "سنُمضي معاً 15 يوماً بمنتهى الرومانسية والروعة..."
كيف التقى نوروود مع جويس في لندن؟
التقى الحبيبان في لندن خلال الحرب العالمية الثانية. قصد نورود لندن وهو في الـ21 ربيعاً ليكون في عداد مظلّيي الجيش المشاركين في إنزال النورماندي اليوم الحاسم في الحرب العالمية الثانية. حيث التقى الأخير بحبيبته جويس البالغة آنذاك 17 ربيعاً بينما كان يتنزه مع رفيق له في الجيش يوم إجازته التي أمضياها قرب نهر تايمس.
أثارت جويس الفتاة اللندينة الجميلة انتباه نورود. وكانت منهمكة في دفع إيجار فلوكة صغيرة للتنزه مع رفيقتها. شعر نورود ورفيقه برغبة شديدة لمرافقة الفتاتين في النزهة. وهكذا كان، فشعر نورود بحرارة حب كبيرة عندما جلس قرب جويس.
لقاء بعد فراق دام 70 عاماً
لم تنتهِ قصة الحب كما هي العادة. فبعد انتهاء الحرب، عاد نورود إلى الولايات المتحدة. ولم يتردّد الثنائي في متابعة أخبارهما من خلال مراسلات متبادلة لم تخلُ من تعابير حب "متأجج". بادر نورود في رسالته الأخيرة إلى الطلب من جويس بملاقاته لتتويج حبهما بالزواج. لكن جويس رسمت صورة عن حياة نورود من نسيج خيالها، ولأسباب تجهلها اليوم، تصوّر لها أنه تزوج بعد عودته إلى دياره، وأنه يسعى لطلاق زوجته ليرتبط بها. هذا الواقع الخيالي الذي لا يستند إلى أي حقيقة دفع جويس لعدم تلبية طلب نورود بالزواج منها. وقررت ألا ترد على رسائله خوفاً من أن تربك وضعه العائلي على حساب سعادتها.
في العام الماضي، قررت جويس الانفصال عن زوجها بعد علاقة دامت 30 عاماً. ولم تتردد في الطلب من ابنها أن ينكب على البحث عبر مواقع الإنترنت عن نورود أو عن رفيقه الذي كان معه في لندن. وشاءت الصدف أن يقع ابنها على مقال نشره صحافي في جريدة محلية في ولاية فرجينيا في الولايات المتحدة عن قصص مظليين في الحرب العالمية الثانية، ومنها واحدة تناولت قصة رفيق نورود الذي كان مع والدته في رحلة نهر تايمس في لندن. ولم يتردد الابن في الاتصال به طالباً منه وسيلة للاتصال بنورود. فلجأ الابن إلى خدمة الـ"سكايب" لتقريب المسافة بين نورود ووالدته، وبادره سائلاً: "هل تتذكر جويس دورنات...!". صمت نورود وقال:" يا إلهي".
عيد الحب ولو بعد 70 عاماً...
جذبت قصة الحبيبين الرأي العام. وتشجّع عدد منهم لدفع تكاليف سفر نورود توماس للقاء حبيبته جويس في أوستراليا. وقدمت شركة طيران نيو زيلندا تكلفة سفر لجمع العاشقين قبل أيام قليلة من عيد الحب.