إعداد الأُستاذ : محمد فتحي
السعادةُ ليس بالمالِ و إنّما بالتقوى
هناك من الكنوز ما يزداد وينقص , وربما ياتي على الغني يوم يفتقر , ولكن هناك من الكنوز ما لا يمسه النفاذ ولا النقصان الا انه كنز التقوى , فإذا تدبر العبد في نعيم اهل التقوى وما اعده الله لهم من المنازل والسرور والحبور والقصور احتقر مال الدنيا وزخرفها وعلم ان السعادة تسكن في قلوب اهل التقوى الذين ايقنو بقوله تعالى : ((وتزوَدوا فإنّ خيرَ الزَادِ التقوى)) .
ما اجمل التقوى ! وما اجمل ان يكون الانسان غنيا عما في ايدي الناس فقيرا الى رحمة الله طالبا رضا من لا ينقُصُ مالُهُ وإن اعطى كلَّ عبد مسالته ! فالتقيُّ فقير الى الله غني عن الناس يرى السعادة في ارضاء ربه ولا يبالي ان سخط الناس عليه
قَنَعْتُ بالقوتِ مِن زماني وصُنْتُ نفسي عَنِ الهَوانِ
مَن كُنتُ عن مالِــه غنيّاً فلا اُبالي إذا جفانـــــــــي
التقوى كلمة تبعث الطمأنينة في النفس وتدعو الى راحة القلب والروح , فما احسن ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله , وان تجتنب معصية الله على نور من الله تخشى عقاب الله ! .
قرأنا كثيرا عن السعادة , وكيف تتحقق ؟ فقال بعضهم تتحقق بالمال والعظمة والسؤدد , وقال اخرون هي بالحب والتفاني والتقرب , وانا اقول تتحقق بهه جميعا إن توجت بالتقوى والصلاح فهي رأس كل فضيلة , فهي جُنَةٌ توصل صاحبها الى جَنّةٍ .
هي الزاد الذي يؤنس صاحبه حين يتركه المال والاهل والولد , هي زاد المسافر الذي لن يعود حتى تصبح عظامه رميما.
ألا إن تقوى اللهِ خيرُ بُغْيةٍ وأفضلُ زادِ الظاعنِ المرتحل
علمتنا الايام انه ليس لصاحب المال إلا ما أكل فافنى , او لبس فابلى , او تصدق فابقى , اما غيرُ ذلك فهو لوارث - ربما - عاق او لسارق . اما التقوى فهي لصاحبها وكلما ازدادت ازداد حظ صاحبها عند خالقه .
تَزَوَّدْ من التّقوى فإنك لا تدري إذا جَنَّ ليلٌ هل تعيشُ إلى الفجْرِ
الذي نأسف عليه في يومنا هذا نرى الناس ينظرون الى السعادة تسكن في المال والجاه , فهم يتلقون اصحاب المال بالبشر والاكرام والتحية والاعضام , وربما قضوا من حوائجهم الى ان يالفوهم ويحصل بينهم سبب الصداقة , وكأن حال لسان الشاعر ينطق بحالهم :
حيّاك مَن لم تكُن يومَّا ترجو تَحِيَّتَهُ لو لا الّدراهمِ ما حيّاك إنسانُ
شكر و تقدير للأُستاذ : محمد فتحي