أمراض الخريف والشتاء هي أحد الأمور التي حذر منها الأطباء دائماً مع اقتراب نهايات فصل الصيف، وبدايات فصل الخريف فمع هذا التغير تصبح هذه الأمراض المتنوعة مختلفة الخطورة بالانتشار بقوة بين ملايين البشر، ولهذا ومن أجل التقليل من احتمالية الإصابة بأمراض الخريف والشتاء هناك عدة طرق وقائية تقلل احتمالية العدوى مثل الاهتمام بغسل ونظافة اليد، والحصول على فترات كافية من النوم وتواجد الفيتامينات المختلفة في النظام الغذائي وخاصة فيتامين c. ولأن حالات الإصابة بأنواع مختلفة ومتعددة من هذه الأمراض بدأت بالظهور وسط المحيطين بنا فإن التقرير التالي سوف يسلط الضوء على أبرز تلك الأمراض.
1- الإنفلونزا:
هناك ارتباط وثيق للغاية بين فصل الخريف والإنفلونزا التي تعد من أكثر أنواع أمراض الخريف انتشاراً بسبب نشاطها بقوة في الفترة الممتدة بين شهري سبتمبر وأبريل من كل عام، وتأتي حالات الإنفلونزا غالباً مصاحبة لمجموعة من الأعراض الشهيرة مثل الحمى والسعال وأوجاع العضلات والحنجرة والتهاب الحلق والصداع.
وهناك العديد من الوسائل والطرق التي تقلل من فرص الإصابة بحالات الإنفلونزا مثل اتباع نمط حياتي صحي يرتكز على الخضراوات والفواكه التي تحتوي على فيتامينات مثل فيتامين ج وفيتامين أ بالإضافة إلى مضادات الالتهاب. كما أن شرب كميات مثالية من المياه وإعداد مشروبات صحية منزلية مع المحافظة على تناولها بشكل دوري مثل عصير الكيوي والبرتقال أو البابونج والشاي الأخضر، بالإضافة إلى العسل والزنجبيل والليمون من أفضل طرق الوقاية من الإصابة بأمراض الخريف ومن أهمها الإنفلونزا.
2- نزلات البرد:
قد تختلط الأمور لدى الكثير ما بين نزلات البرد والإنفلونزا، ولكن في الحقيقة هناك اختلاف من حيث الخطورة بحسب تصنيف قائمة أمراض الخريف، فنزلات البرد غالباً ما تتميز بسيلان الأنف والاحتقان ولا تكون سبباً في احتمالية الإصابة بأمراض أكثر خطورة مثل التهاب الرئة أو العدوى الجرثومية على عكس الإنفلونزا، ولا تختلف طرق الوقاية الخاصة بنزلات البرد عن تلك الخاصة بالإنفلونزا بسبب التشابه الكبير بينهما.
3- الحساسية:
تعد حساسية الخريف من أحد أشهر أمراض الخريف التي تواجه ملايين البشر حول العالم، فتغير الفصول يتسبب بالإصابة بعدة أنواع من الحساسية مثل حساسية الأنف وحساسية العيون بجانب حساسية الجلد والصدر. وهناك أعراض مختلفة للحساسية تتنوع باختلاف العضو المصاب، فحساسية الأنف تأتي مصحوبة بصداع وسيلان الأنف وعطاس وصعوبة في التنفس في حالات أخرى، أما بالنسبة لحساسية الجلد فهي تأتي مصحوبة باحمرار شديد والشعور بالحكة . وبالنسبة لحساسية العين فإن ظهور الأعراض على شكل احمرار العين وإفراز الدموع بصورة كثيفة من أهم الأعراض.
وهناك طرق هامة للوقاية من أنواع الحساسية المختلفة مثل الحرص على الاستحمام قبل النوم بشكل منتظم وتنظيف المنازل وفتحات مكيفات الهواء والشراشف والابتعاد عن الحيوانات الأليفة وعدم ممارسة أي مجهود بدني في الهواء الطلق في أوقات تغير الفصول مع الانتباه على عدم ملامسة اليد للعين أو الأنف والجلد قبل غسلها.
4- أمراض القلب:
من أحد الأمور الخطرة المتعلقة بأمراض الخريف هو أن قائمتها تحتوي على أمراض القلب التي قد تؤدي إلى الوفاة خاصة في الدول التي تتساقط فيها الثلوج كبلاد الشام العربية بالنسبة للوطن العربي. وتكمن العلاقة بين أمراض الخريف وأمراض القلب هو أن تدني درجات الحرارة بشكل كبير في فصل الخريف قد تؤدي إلى قصور في وظائف القلب وضعف قوته، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى التعرض للنوبات القلبية والوفاة في بعض الأحيان خاصة بالنسبة لكبار السن. وتتمحور طرق الوقاية حول إبقاء حرارة الجسم في معدلاتها الطبيعية بتناول الوجبات والمشروبات الساخنة غير الدسمة وممارسة التمارين الرياضية.
5- التهاب المفاصل:
على الرغم من أن التهاب المفاصل وأوجاعها من أمراض الخريف التي تستهدف كبار السن بدرجة كبيرة إلا أن الشباب ليسوا بأمان عن الإصابة بها أيضاً عند إهمال الحصول على الدفء اللازم فاحتمالية الإحساس بأوجاع المفاصل قد تكون مؤقتة ولكنها سرعان ما تعاود الظهور عند انخفاض درجات الحرارة.
6- التهاب الجيوب الأنفية:
بالتأكيد التهاب الجيوب الأنفية أحد أشهر أمراض الخريف التي يصاحب ظهورها أعراض مثل سوائل إو إفرازات شفافة من الأنف مع ضغط وألم كبيرين في كامل منطقة الوجه بجانب انسداد الأنف وضعف حاسة التذوق. ويمكن الوقاية من الإصابة بالاهتمام بغسل اليدين جيداً بالصابون بجانب حتمية التوقف عن التدخين وتجنب الدخان ومخالطة المصابين بنزلات البرد.
7- مرض رينود:
ظهور مرض رينود الذي يعد من ضمن قائمة أمراض الخريف يكثر في المناطق التي تعاني بالبرودة مع انتهاء فصل الصيف وبداية الخريف، وهو عبارة عن حدوث خلل في كفاءة وصول الدم عبر الأوعية الدموية إلى الأطراف مثل أصابع اليدين والقدمين مما يسبب حالة من الخدر والألم، وتغير لون الجلد في الأطراف.
ولا توجد طرق وقاية كثيرة ضد هذا المرض سوى الحرص قدر الإمكان على تدفئة الجسم وعدم التعامل مع أي أجسام باردة حتى وإن كانت متواجدة داخل ثلاجة المنزل. والجدير بالذكر أن الضغط العصبي والإجهاد البدني من أحد الأسباب الشائعة للإصابة بمرض رينود.
8- اكتئاب الخريف واكتئاب الشتاء:
اكتئاب الخريف واكتئاب الشتاء أو الاضطرابات العاطفية الموسمية أحد الاضطرابات النفسية الشائعة لدى الكثير من البشر، والتي تحدث بسبب تقلب الفصول واختلاف ساعات الليل والنهار. ومن أشهر أعرض هذا المرض هو الشعور بالإرهاق والتقلبات المزاجية، وزيادة الوزن والرغبة في النوم بشكل دائم وتجنب الاختلاط الاجتماعي بالآخرين. ولعل من أهم طرق الوقاية هو الجلوس لأطول فترة ممكنة تحت أشعة الشمس وممارسة التمارين الرياضية في الصباح الباكر وممارسة الألعاب العقلية المعتمدة على التفكير.