عاد المسرح إلى أحضان الشارع في عاصمة الحماديين، هكذا شعر الجمهور أول أمس، وهم يتوافدون على المسرح الجهوي لبجاية "عبد المالك بوقرموح، بمناسبة افتتاح المهرجان الدولي للفن الرابع. قافلة فنية ضمت تفاصيل التراث الجزائري الأصيل من ملابس وموسيقى ورقصات تراثية استحضرت اللون التارڤي والامازيغي والشاوي، ورسمت لوحة فنية عبّرت عن الهوية الجزائرية الحقيقية.
اعتبر عمر فطموش، محافظ المهرجان الدولي للمسرح المحترف اختياره "لمسرح الشارع" كرهان لحفل الافتتاح تلبية لنداء اليوم الوطني للمسرح الذي دعا إلى "ضرورة إخراج الفن الرابع من العلبة الايطالية وتقديمه للجمهور أينما كان".
وأكد فطموش في تصريح "للشروق" على انه سعى إلى تكييف الطبعة مع احتفالية خمسينية الاستقلال التي تحتفي بها كل الجزائر. وذلك بالعودة إلى مسرح السلف الذي كان يعتمد على "الڤوال" و"الحلقة"، وبعثه من جديد خارج الخشبة "أردت بعث الحياة في المسرح الجواري خصوصا انه حان الوقت ليصبح المسرح الجهوي ملكا للفضاءات، لعل ذلك يقضي على فكرة عزوف الجمهور عن قاعات العرض".
ويؤكد فطموش على خياره الثاني عرض "افتراض ما حدث فعلا" للمسرح الجهوي بأم البواقي، الفائز بجائزة أحسن عمل في فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف، بأنه خيار مدروس ذلك انها مسرحية باللغة العربية الفصحى كـ"رسالة للذين انتقدوا افتتاح دورة السنة الماضية بعرض امازيغي".
للإشارة، فان عروضا مسرحية مبرمجة سيقدمها جزائريون مغتربون بلغة فولتير، إضافة إلى عرضين فرنسيين وعروض عربية من الأردن ومصر، لبنان، تونس، المغرب وعروض افريقية وأسيوية. و-حسب فطموش- فان عددا من العروض سيكون "تاريخيا" يتناول الثورة الجزائرية ونضال الشعب الجزائري، كما ستجوب العروض الكثير من الفضاءات داخل بجاية وفي مختلف بلدياتها. كما سيكون جمهور الطبعة الرابعة على موعد مع المسرح الصحراوي الذي ستمثله فرقة من الصحراء الغربية، في الوقت الذي ستمضي فيه المملكة المغربية مشاركتها من خلال فرقة من أغادير، وهو الأمر الذي تحفظ محافظ التظاهرة عن الخوض فيه، مفضلا البقاء في طبيعة الحدث الثقافية بعيدا عن السياسة.